الكلام فيه من وجوه: الأول في رجاله وهم خمسة: الأول nindex.php?page=showalam&ids=12125مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي الحافظ الحجة العابد، روى عنه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم والأربعة بواسطة، مات في سنة تسع عشرة ومائتين، وليس في الكتب الستة nindex.php?page=showalam&ids=12125مالك بن إسماعيل سواه، الثاني nindex.php?page=showalam&ids=12424إسرائيل بن يونس وقد تقدم، الثالث nindex.php?page=showalam&ids=16274عاصم بن سليمان الأحول البصري الثقة الحافظ، مات سنة اثنتين وأربعين ومائة، الرابع nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين وقد تقدم، الخامس عبيدة بفتح العين وكسر الباء الموحدة وفي آخره هاء ابن عمرو، ويقال: ابن قيس بن عمرو السلماني بفتح السين وسكون اللام المرادي الكوفي، أسلم في حياة النبي عليه الصلاة والسلام ولم يلقه، وقال العجلي: هو كوفي تابعي ثقة جاهلي أسلم قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين وكان أعور. وقال nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة : كان عبيدة يوازي شريحا في العلم والقضاء. وقال nindex.php?page=showalam&ids=13608ابن نمير: كان nindex.php?page=showalam&ids=16097شريح إذا أشكل عليه الأمر كتب إلى عبيدة، روى له الجماعة، مات سنة اثنتين وسبعين وقيل: ثلاث.
الثاني: في لطائف إسناده، منها أن رواته ما بين بصري وكوفي، ومنها أن فيه التحديث والعنعنة والقول، ومنها أن فيه رواية التابعي عن التابعي .
الثالث: أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي، وفي روايته: أحب إلي من كل صفراء وبيضاء.
الرابع في معناه وإعرابه.
قوله: عندنا من شعر النبي عليه الصلاة والسلام أي: عندنا شيء من شعره، ويحتمل أن تكون من للتبعيض، والتقدير بعض شعر النبي عليه الصلاة والسلام فيكون بعض مبتدأ وقوله عندنا خبره، ويجوز أن يكون المبتدأ محذوفا أي: عندنا شيء من شعر النبي عليه الصلاة والسلام، أو عندنا من شعر النبي عليه السلام شيء.
قوله: أصبناه من قبل أنس أي حصل لنا من جهة أنس بن مالك رضي الله عنه، وقوله: أو للتشكيك. قوله: لأن تكون اللام فيه لام الابتداء للتأكيد وأن مصدرية وتكون ناقصة، ويحتمل أن تكون تامة، والتقدير كون شعرة عندي من شعر النبي عليه الصلاة والسلام أحب إلي من الدنيا وما فيها من متاعها.
الخامس في حكم المستنبط منه، وهو أنه لما جاز اتخاذ شعر النبي عليه الصلاة والسلام والتبرك به لطهارته ونظافته دل على أن مطلق الشعر طاهر، ألا ترى أن nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد رضي الله عنه جعل في قلنسوته من شعر رسول الله عليه السلام، فكان يدخل بها في الحرب ويستنصر ببركته فسقطت عنه يوم اليمامة، فاشتد عليها شدة وأنكر عليه الصحابة فقال: إني لم أفعل ذلك لقيمة القلنسوة، لكن كرهت أن تقع بأيدي المشركين، وفيها من شعر النبي عليه الصلاة والسلام ، ثم إن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري استدل به على أن الشعر طاهر وإلا لما حفظوه ولا تمنى عبيدة أن تكون عنده شعرة واحدة منه، وإذا كان طاهرا فالماء الذي يغسل به طاهر، وهو مطابق لترجمة الباب، ولما وضعه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الماء الذي يغسل به شعر الإنسان ذكر هذا الأثر مطابقا للترجمة ودليلا لما ادعاه ، ثم ذكر حديثا آخر مرفوعا على ما يأتي الآن.