أي هذا باب في بيان شأن الذي أفطر في السفر ليراه الناس فيقتدوا به ، ويفطرون بفطره ، ويفهم منه أن أفضلية الفطر لا تختص بمن تعرض له المشقة إذا صام أو بمن يخشى العجب والرياء ، أو بمن يظن به أنه رغب عن الرخصة ، بل إذا رأى من يقتدي به أفطر يفطر هو أيضا ، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أفطر في السفر ليراه الناس فيقتدوا به ويفطرون؛ لأن الصيام كان أضرهم ، فأراد صلى الله عليه وسلم الرفق بهم والتيسير عليهم أخذا بقوله تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر فأخبر الله تعالى أن الإفطار في السفر أراده للتيسير على عباده ، فمن اختار رخصة الله فأفطر في سفره أو مرضه لم يكن معنفا ، ومن اختار الصوم وهو يسير عليه فهو أفضل لورود الأخبار بصومه صلى الله عليه وسلم في السفر .