صفحة جزء
1856 [ ص: 67 ] 65 - حدثنا عبد الله بن يوسف : أخبرنا مالك ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر .


مطابقته للترجمة ظاهرة ، وأبو حازم بالحاء المهملة وبالزاي اسمه سلمة بن دينار .

وأخرجه مسلم ، عن زهير بن حرب ، وعن محمد بن يحيى ، وأخرجه ابن ماجه ، عن هشام بن عمار ، وأخرجه الترمذي أيضا ، وفي الباب عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه رواه أبو داود عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر . وعن ابن عباس رواه أبو داود الطيالسي في ( مسنده ) عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نعجل إفطارنا ، ونؤخر سحورنا ، ونضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة .

ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في ( سننه ) قال : هذا حديث يعرف بطلحة بن عمرو المكي ، وهو ضعيف .

واختلف عليه فيه ، فقيل عنه هكذا ، وقيل عنه : عن عطاء ، عن أبي هريرة ، وروي من وجه آخر ضعيف ، عن أبي هريرة ، ومن وجه آخر ضعيف عن ابن عمر ، وروي عن عائشة من قولها : ثلاثة من النبوة .. فذكرهن ، وهو أصح ما ورد فيه ، وعن عائشة رواه مسلم ، والترمذي ، والنسائي من رواية أبي عطية قال : دخلت أنا ومسروق على عائشة ، فقلنا : يا أم المؤمنين رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة ، والآخر يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة ، قالت : أيهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة ؟ قلنا : عبد الله بن مسعود ، قالت : هكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والآخر أبو موسى . قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وأبو عطية اسمه مالك بن أبي عامر الهمداني ، ويقال : مالك بن عامر ، وعن ابن عمر رواه ابن عدي في ( الكامل ) عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إنا معاشر الأنبياء أمرنا بثلاث : بتعجيل الفطر ، وتأخير السحور ، ووضع اليد اليمنى على اليد اليسرى في الصلاة . قال : وهذا غير محفوظ .

وعن أنس رواه أبو يعلى في ( مسنده ) ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا حسين الجعفي ، عن زائدة ، عن حميد ، عن أنس قال : ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قط صلى صلاة المغرب حتى يفطر ، ولو كان على شربة من ماء . وإسناده جيد .

قوله ( ما عجلوا الفطر ) زاد أبو ذر في حديثه : وأخروا السحور . أخرجه أحمد ، وكلمة "ما" ظرفية ، أي مدة فعلهم ذلك امتثالا للسنة واقفين عند حدها غير متنطعين بعقولهم ما يغير قواعدها ، وزاد أبو هريرة في حديثه : لأن اليهود والنصارى يؤخرون . أخرجه أبو داود ، وابن خزيمة ، وتأخير أهل الكتاب له أمد ، وهو ظهور النجم ، وقال المهلب : الحكمة في ذلك أن لا يزاد في النهار من الليل ، ولأنه أرفق للصائم ، وأقوى له على العبادة ، واتفق العلماء على أن محل ذلك إذا تحقق غروب الشمس بالرؤية أو بإخبار عدلين ، وكذا عدل واحد في الأرجح عند الشافعية ، وقال ابن دقيق العيد : في هذا الحديث رد على الشيعة في تأخيرهم الفطر إلى ظهور النجوم . قال بعضهم : الشيعة لم يكونوا موجودين عند تحديثه صلى الله عليه وسلم بذلك .

قلت : يحتمل أن يكون أنه صلى الله عليه وسلم كان علم بما يصدر في المستقبل من أمر الشيعة في ذلك الوقت بإطلاع الله عز وجل إياه .

التالي السابق


الخدمات العلمية