1860 69 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد قال : حدثني nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة قال : حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رضي الله عنه ، nindex.php?page=hadith&LINKID=651825عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تواصلوا ، قالوا : إنك تواصل ، قال : لست كأحد منكم ، إني أطعم وأسقى ، أو : إني أبيت أطعم وأسقى.
مطابقته للترجمة ظاهرة ، فإنه يوضح جواب الترجمة ، ورجاله قد ذكروا غير مرة ، nindex.php?page=showalam&ids=17293ويحيى ابن سعيد القطان .
قوله ( إني لست كأحد منكم ) وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15086الكشميهني : كأحدكم ، وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : nindex.php?page=hadith&LINKID=651826إني لست مثلكم ، وفي حديث أبي زرعة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=658855لستم في ذلك مثلي ، وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة سيأتي : وأيكم مثلي ، أي : على صفتي أو منزلتي من ربي .
قوله ( أو إني أبيت ) الشك من شعبة ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15578بهز عنه : إني أظل ، أو قال : إني أبيت ، وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=663079إن ربي يطعمني ويسقيني ، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي .
قوله ( لا تواصلوا ) نهي ، وأدناه يقتضي الكراهة .
ولكن اختلفوا هل هي رواية تنزيه أو تحريم على وجهين حكاهما صاحب ( المهذب ) وغيره ، أصحهما عندهم أن الكراهة للتحريم ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14345الرافعي : وهو ظاهر كلام nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، وحكى صاحب ( المفهم ) ، عن قوم : أنه يحرم ، قال : وهو مذهب أهل الظاهر ، قال : وذهب الجمهور ، nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك ، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ، nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة ، nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري ، وجماعة من أهل الفقه إلى كراهته ، وذهب آخرون إلى جواز الوصال لمن قوي عليه ، وممن كان يواصل nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير ، وابن عامر ، وابن وضاح من المالكية كان يواصل أربعة أيام ، حكاه nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم ، وقد حكى nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب ، وإسحاق ، nindex.php?page=showalam&ids=12251وابن حنبل أنهم أجازوا الوصال ، والجمهور ذهبوا إلى أن الوصال من خواص النبي صلى الله عليه وسلم لقوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=687873إني لست كأحد منكم ، وهذا دال على التخصيص ، وأما غيره من الأمة فحرام عليه ، وفي ( سنن nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود ) من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة : nindex.php?page=hadith&LINKID=842089كان يصلي بعد العصر ، وينهى عنها ، ويواصل وينهى عن الوصال . وممن قال به من الصحابة nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة ، nindex.php?page=showalam&ids=44وأبو سعيد ، nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة رضي الله تعالى عنهم ، واحتج من أباح الوصال بقول nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة : nindex.php?page=hadith&LINKID=658858نهاهم عن الوصال رحمة لهم ، فقالوا : إنما نهاهم رفقا لا إلزاما لهم ، واحتجوا أيضا بكون النبي صلى الله عليه وسلم واصل بأصحابه يومين حين أبوا أن ينتهوا . قال صاحب ( المفهم ) : وهو يدل على أن الوصال ليس بحرام ولا مكروه من حيث هو وصال ، لكن من حيث يذهب بالقوة ، وأجاب المحرمون عن الحديثين بأن قالوا : لا يمنع قوله ( رحمة لهم ) أن يكون منهيا عنه للتحريم ، وسبب تحريمه الشفقة عليهم لئلا يتكلفوا ما يشق عليهم ، قالوا : وأما وصاله بهم فلتأكيد الزجر ، وبيان الحكمة في نهيهم ، والمفسدة المترتبة على الوصال ، وهي الملل من العبادة وخوف التقصير في غيره من العبادات ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : وتمكينهم منه تنكيل لهم ، وما كان على طريق العقوبة لا يكون من الشريعة .
فإن قلت : كيف يحسن قولهم له بعد النهي عن الوصال : فإنك تواصل ، وهم أكثر الناس آدابا .
قلت : لم يكن ذلك على سبيل الاعتراض ، ولكن على سبيل استخراج الحكم أو الحكمة أو بيان التخصيص .
قوله ( إني أطعم وأسقى ) اختلف في تأويله ، فقيل : إنه على ظاهره ، وأنه يؤتى على الحقيقة بطعام وشراب يتناولهما ، فيكون ذلك تخصيص كرامة لا شركة فيها لأحد من أصحابه ، ورد صاحب ( المفهم ) هذا وقال : لأنه لو كان كذلك لما صدق عليه قولهم إنك تواصل ، ولا ارتفع اسم الوصال عنه ؛ لأنه حينئذ يكون مفطرا ، وكان يخرج كلامه عن أن يكون جوابا لما سئل عنه ، ولأن في بعض ألفاظه : إني أظل عند ربي يطعمني ويسقيني ، وظل إنما يقال فيمن فعل الشيء نهارا ، وبات فيمن يفعله ليلا ، وحينئذ كان يلزم عليه فساد صومه ، وذلك باطل بالإجماع ، وقيل : إن الله تعالى يخلق فيه من الشبع والري ما يغنيه عن الطعام والشراب ، واعترض صاحب ( المفهم ) على هذا أيضا ، وقال : وهذا القول أيضا يبعده النظر إلى حاله صلى الله تعالى عليه وسلم ، فإنه كان يجوع أكثر مما يشبع ، ويربط على بطنه الحجارة من الجوع ، وبعده أيضا النظر إلى المعنى ، وذلك لأنه لو خلق فيه الشبع والري لما وجد لعبادة الصوم روحها الذي هو الجوع والمشقة ، وحينئذ كان يكون ترك الوصال أولى ، وقيل : إن الله تعالى يحفظ عليه قوته من غير طعام وشراب كما يحفظها بالطعام والشراب ، فعبر بالطعام والسقيا عن فائدتهما ، وهي القوة ، وعليه اقتصر nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي ، وحكى nindex.php?page=showalam&ids=14345الرافعي ، عن المسعودي قال : أصح ما قيل في معناه أني أعطى قوة الطاعم والشارب .