صفحة جزء
1899 110 - حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن حميد بن عبد الرحمن : أنه سمع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما يوم عاشوراء عام حج ، على المنبر يقول : يا أهل المدينة ، أين علماؤكم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : هذا يوم عاشوراء ، ولم يكتب عليكم صيامه ، وأنا صائم ، فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر .


مطابقته للترجمة مثل مطابقة ما قبله ، وحميد بن عبد الرحمن بن عوف .

وأخرجه مسلم في الصوم أيضا عن حرملة ، وعن أبي الطاهر ، وعن ابن أبي عمر ، وأخرجه النسائي فيه عن قتيبة ، عن سفيان به ، وعن محمد بن منصور ، وعن أبي داود الحراني.

قوله ( عام حج ) قال الطبري : أي أول حجة حجها معاوية بعد أن استخلف كانت في أربع وأربعين ، وآخر حجة حجها سنة سبع وخمسين، وقال بعضهم : والذي يظهر أن المراد بها في هذا الحديث الحجة الأخيرة .

قلت : يحتمل هذه الحجة ، ويحتمل تلك الحجة ، ولا دليل على الظهور أن حجته التي قال فيها ما قال كانت هي الأخيرة .

قوله ( على المنبر ) يتعلق بقوله ( سمع ) أي : سمعه حال كونه على المنبر بالمدينة ، وصرح يونس في روايته بالمدينة ، ولفظه يونس ، عن ابن شهاب قال : أخبرني حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية بن أبي سفيان خطيبا بالمدينة ، يعني في قدمة قدمها خطبهم يوم عاشوراء ، الحديث رواه مسلم ، عن حرملة ، عن ابن وهب ، عن يونس .

قوله ( أين علماؤكم ؟ ) قال النووي : الظاهر أنما قال هذا لما سمع من يوجبه أو يحرمه أو يكرهه ، فأراد إعلامهم بأنه ليس بواجب ولا محرم ، ولا مكروه ، وقال ابن التين : يحتمل أن يريد استدعاء موافقتهم ، أو بلغه أنهم يرون صيامه فرضا أو نفلا ، أو للتبليغ .

قوله ( لم يكتب ) أي : لم يكتب الله تعالى عليكم صيامه ، وهذا كله من كلام النبي صلى الله عليه وسلم كما بينه النسائي في روايته .

قوله ( وأنا صائم ) فيه دليل على فضل صوم يوم عاشوراء ؛ لأنه لم يخصه بقوله ( وأنا صائم ) إلا لفضل فيه ، وفي رسول الله أسوة حسنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية