أي هذا باب في بيان فضل ليلة القدر ، ثبت في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12002أبي ذر قبل الباب بسملة ، ومعنى ليلة القدر ليلة تقدير الأمور وقضائها ، والحكم والفضل ، يقضي الله فيها قضاء السنة ، وهو مصدر قولهم قدر الله الشيء قدرا وقدرا ، لغتان كالنهر والنهر ، وقدره تقديرا بمعنى واحد ، وقيل : سميت بذلك لخطرها وشرفها ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : هي ليلة العظمة والشرف من قول الناس : لفلان عند الأمير قدر ، أي جاه ومنزلة ، ويقال : قدرت فلانا ، أي عظمته ، قال الله تعالى : وما قدروا الله حق قدره أي : ما عظموه حق عظمته ، وقال أبو بكر الوراق : سميت بذلك لأن من لم يكن ذا قدر وخطر يصير في هذه الليلة ذا قدر وخطر إذا أدركها وأحياها ، وقيل : لأن كل عمل صالح يوجد فيها من المؤمن يكون ذا قدر وقيمة عند الله لكونه مقبولا فيها ، وقيل : لأنه أنزل فيها كتاب ذو قدر .
[ ص: 129 ] وقال سهل بن عبد الله : لأن الله تعالى يقدر الرحمة فيها على عباده المؤمنين ، وقيل : لأنه ينزل فيها إلى الأرض ثلاثة من الملائكة أولي قدر وخطر ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل بن أحمد لأن الأرض يضيق فيها بالملائكة من قوله : ويقدر ومن قدر عليه رزقه وقيل : القدر هنا بمعنى القدر بفتح الدال الذي يواخي القضاء والمعنى أنه يقدر فيها أحكام تلك السنة لقوله تعالى : فيها يفرق كل أمر حكيم وقيل : إنما جاء القدر بسكون الدال ، وإن كان الشائع في القدر الذي هو يواخي القضاء فتح الدال ليعلم أنه لم يرد به ذلك ، وإنما أريد به تفصيل ما جرى به القضاء وإظهاره وتحديده في تلك السنة لتحصيل ما يلقى إليهم فيها مقدارا بمقدار .