مطر هذا هو الوراق البصري، وهو مطر بن طهمان أبو رجاء الخراساني، سكن البصرة، وكان يكتب المصاحف؛ فلذلك قيل له: الوراق، روى عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس، ويقال: مرسل، ضعفه يحيى بن سعيد في حديثه عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء، وكذا روي عن nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين، وعنه: صالح، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في الثقات، روى له nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في كتاب الأفعال، وروى له الباقون، وقال الكرماني: الظاهر أنه مطر بن الفضل المروزي شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، ووصفه المزي والشيخ قطب الدين الحلبي وغيرهما بأنه الوراق، ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=14170الحموي [ ص: 178 ] وحده مطرف موضع مطر، وليس بصحيح وهو محرف.
قوله: "لا بأس به" أي: بركوب البحر يدل عليه لفظ التجارة في البحر; لأنها لا تكون إلا بالركوب.
قوله: "وما ذكره الله" أي: ما ذكر الله ركوب البحر في القرآن إلا بحق، والكلام في هذا الضمير مثل الكلام فيما قبله، ولما رأى مطر أن الآية سيقت في موضع الامتنان استدل به على الإباحة، واستدلاله حسن؛ لأنه تعالى جعل البحر لعباده لابتغاء فضله من نعمه التي عددها لهم، وأراهم في ذلك عظيم قدرته، وسخر الرياح باختلافها لحملهم وترددهم، وهذا من عظيم آياته، ونبههم على شكره عليها بقوله: من فضله ولعلكم تشكرون وهذه الآية في سورة فاطر، وأما التي في النحل وهي: وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا بالواو، وهذا يرد قول من زعم منع ركوبه في إبان ركوبه، وهو قول يروى عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله تعالى عنه، ولما كتب إلى nindex.php?page=showalam&ids=59عمرو بن العاص يسأله عن البحر فقال: خلق عظيم يركبه خلق ضعيف، دود على عود، فكتب إليه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله تعالى عنه أن لا يركبه أحد طول حياته، فلما كان بعد nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لم يزل يركب حتى كان nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز فاتبع فيه رأي nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه، وكان منع nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لشدة شفقته على المسلمين، وأما إذا كان إبان هيجانه وارتجاجه، فالأمة مجمعة على أنه لا يجوز ركوبه; لأنه تعرض للهلاك، وقد نهى الله عباده عن ذلك بقوله تعالى: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وقوله تعالى: ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما