قوله: "ومده" أي ومد النبي. وفي رواية النسفي " ومدهم" بصيغة الجمع، وكذا nindex.php?page=showalam&ids=12002لأبي ذر عن غير nindex.php?page=showalam&ids=15086الكشميهني، وبه جزم nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي وأبو نعيم، وقال بعضهم: الضمير يعود للمحذوف في صاع النبي - صلى الله عليه وسلم - أي صاع أهل مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومدهم، ويحتمل أن يكون الجمع لإرادة التعظيم.
(قلت): هذا التعسف لأجل عود الضمير، والتقدير بصاع أهل مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم - غير موجه ولا مقبول; لأن الترجمة في بيان بركة صاع النبي - صلى الله عليه وسلم - على الخصوص، لا في بيان صاع أهل المدينة.
قال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان: وفي ترك المصطفى - صلى الله عليه وسلم - الإنكار عليهم حيث قالوا: صاعنا أصغر الصيعان - بيان واضح أن صاع المدينة أصغر الصيعان، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني من حديث إسحاق بن سليمان الرازي قال: قلت nindex.php?page=showalam&ids=16867لمالك بن أنس: يا أبا عبد الله، كم وزن صاع النبي - صلى الله عليه وسلم؟ قال: خمسة أرطال وثلث بالعراقي. وروى nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة في (مصنفه) حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17294يحيى بن آدم قال: سمعت حسن بن صالح يقول: صاع nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله تعالى عنه ثمانية أرطال، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16100شريك: أكثر من سبعة أرطال وأقل من ثمانية، وروى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه، عن nindex.php?page=showalam&ids=256السائب بن يزيد قال: كان الصاع على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مدا وثلثا بمدكم اليوم، فزيد فيه في زمن nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي عن ابن أبي عمر أنه قال: حدثنا علي بن صالح وبشر بن الوليد جميعا، عن nindex.php?page=showalam&ids=14954أبي يوسف قال: قدمت المدينة فأخرج إلي من أثق به صاعا، فقال: هذا صاع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقدرته، فوجدته خمسة أرطال وثلث رطل، ثم قال: إن مالكا سئل عن ذلك، فقال: هو تقدير عبد الملك لصاع nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي أيضا من حديث إبراهيم قال: عبرنا الصاع فوجدنا حجاجيا، والحجاجي عندهم ثمانية أرطال بالبغدادي. انتهى.
وأيضا الأصل خلاف التقدير، وأيضا فلا ضرورة إليه.
وأما وجه الضمير في رواية "مدهم" فهو أن يعود إلى أهل المدينة، وإن لم يمض ذكرهم; لأن القرينة اللفظية تدل على ذلك، وهو لفظ الصاع والمد، ولأن أهل المدينة اصطلحوا على لفظ الصاع والمد، كما أن أهل العراق اصطلحوا على لفظ المكوك، قال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: المكوك مكيال أهل العراق يسع صاعا ونصف صاع بالمدني، وكما أن أهل مصر اصطلحوا على القدح والربع والويبة، وإذا ذكر الصاع والمد يتبادر أذهان الناس غالبا إلى أنهما لأجل المدينة.