هذا الحديث يطابق الترجمة إذا كان المراد من قوله ( يأخذون من فضل وضوئه ) ما سال من أعضاء النبي عليه الصلاة والسلام ، وإن كان المراد منه الماء الذي فضل عنه في الوعاء فلا مناسبة أصلا .
بيان رجاله : وهم أربعة : الأول : nindex.php?page=showalam&ids=11790آدم بن أبي إياس تقدم . الثاني : nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة بن الحجاج كذلك ، والثالث : nindex.php?page=showalam&ids=14152الحكم بفتح الحاء المهملة وفتح الكاف ، ابن عتيبة بضم العين وفتح التاء المثناة من فوق وسكون الياء آخر الحروف وفتح الباء الموحدة ، تقدم في باب السمر بالعلم . والرابع : nindex.php?page=showalam&ids=9473أبو جحيفة بضم الجيم وفتح الحاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبالفاء ، واسمه وهب بن عبد الله الثقفي الكوفي ، تقدم في باب كتابة العلم رضي الله تعالى عنه .
بيان لطائف إسناده : منها : أن فيه التحديث بصيغة الجمع والسماع .
ومنها : أن رواته ما بين عسقلاني ، وكوفي ، وواسطي .
ومنها : أنه من رباعيات nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
ومنها : أن nindex.php?page=showalam&ids=14152الحكم بن عتيبة ليس له سماع من أحد من الصحابة إلا nindex.php?page=showalam&ids=9473أبا جحيفة ، وقيل : روى عن أبي أوفى أيضا .
بيان تعدد موضعه ، ومن أخرجه غيره :
أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أيضا في الصلاة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16039سليمان بن حرب ، وفي صفة النبي عليه الصلاة والسلام ، عن الحسن بن منصور ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الصلاة عن محمد بن المثنى ، ومحمد بن بشار ، كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=16769غندر ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=11997زهير بن حرب ، وعن محمد بن حاتم ، كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=16349ابن مهدي ، خمستهم عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عنه به ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في الصلاة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى ، ومحمد بن بشار به .
بيان اللغات والإعراب :
قوله ( بالهاجرة ) قال nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : الهجير ، والهجيرة ، والهجر ، والهاجرة - نصف النهار عند زوال الشمس مع الظهيرة ، وقيل : عند زوال الشمس إلى العصر ، وقيل في كل ذلك : إنه شدة الحر ، وهجر القوم وأهجروا وتهجروا - ساروا في الهجيرة ، وفي كتاب ( الأنواء الكبير ) nindex.php?page=showalam&ids=11990لأبي حنيفة : الهاجرة بالصيف قبل الظهيرة بقليل أو بعدها بقليل ، يقال : أتيته بالهجر الأعلى وبالهاجرة العليا ، يريد في آخر الهاجرة ، والهويجرة قبل العصر بقليل ، والهجر مثله ، وسميت الهاجرة لهرب كل شيء منها ، ولم أسمع بالهاجرة في غير الصيف إلا في قول العجاج في ثور وحش طرده الكلاب في صميم البر :
ولى كمصباح الدجى المزهوره
كان من آخر الهجيره
قوم هجان هم بالمقدوره
وفي ( الموعب ) : أتيته بالهاجرة ، وعند الهاجرة ، وبالهجير ، وعند الهجير .
وفي ( المغيث ) : الهاجرة بمعنى المهجورة ; لأن السير يهجر فيها كماء دافق بمعنى مدفوق ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=12002الهروي ، وأما قوله عليه الصلاة والسلام : والمهجر كالمهدي بدنة - فالمراد التبكير إلى كل صلاة ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل : التهجير إلى الجمعة التبكير ، وهي لغة حجازية .
قوله ( فأتي بوضوء ) بفتح الواو ، وهو الماء الذي يتوضأ به .
قوله [ ص: 75 ] ( فيتمسحون به ) من باب التفعل ، وهو يأتي لمعان ، ومعناه ها هنا العمل ليدل على أن أصل الفعل حصل مرة بعد مرة نحو تجرعه ، أي شربه جرعة بعد جرعة ، والمعنى ها هنا كذلك ; لأن كل واحد منهم يمسح به وجهه ويديه مرة بعد أخرى ، ويجوز أن يكون للتكلف ; لأن كل واحد منهم لشدة الازدحام على فضل وضوئه كان يتعانى لتحصيله كتشجع ، وتصبر .
قوله ( عنزة ) بالتحريك أقصر من الرمح ، وأطول من العصا ، وفيه زج كزج الرمح .
وأما الإعراب فقوله " يقول " في محل النصب على أنه مفعول ثان لسمعت على قول من يقول : إن السماع يستدعي مفعولين ، والأظهر أنه حال .
قوله ( بالهاجرة ) الباء فيه ظرفية بمعنى في الهاجرة .
قوله ( يأخذونه ) في محل النصب ; لأنه خبر جعل الذي هو من أفعال المقاربة .
بيان استنباط الأحكام : الأول : فيه الدلالة الظاهرة على طهارة الماء المستعمل إذا كان المراد أنهم كانوا يأخذون ما سال من أعضائه صلى الله عليه وسلم ، وإن كان المراد أنهم كانوا يأخذون ما فضل من وضوئه صلى الله عليه وسلم في الإناء ، فيكون المراد منه التبرك بذلك ، والماء طاهر ، فازداد طهارة ببركة وضع النبي عليه الصلاة والسلام يده المباركة فيه .
الثالث : فيه قصر الرباعية في السفر ; لأن الواقع كان في السفر ، وصرح في رواية أخرى أن خروجه صلى الله تعالى عليه وسلم هذا كان من قبة حمراء من أدم بالأبطح بمكة .