أي هذا باب في بيان صب النبي عليه الصلاة والسلام وضوءه ، بفتح الواو ، وهو الماء الذي توضأ به - على من أغمي عليه ، يقال : أغمي عليه بضم الهمزة ، فهو مغمى عليه ، وغمي بضم الغين ، وتخفيف الميم ، فهو مغمي عليه بصيغة المفعول ; لأن أصله مغموي على وزن مفعول ، اجتمعت الواو والياء ، وسبقت إحداهما بالسكون ، فقلبت ياء ، ثم أدغمت الياء في الياء ، فصار مغمي بضم الميم الثانية ، وتشديد الياء ، ثم أبدلت من ضمة الميم كسرة لأجل الياء ، فصار مغمي ، والإغماء والغشي بمعنى واحد . قاله الكرماني . وليس كذلك ، فإن الغشي مرض يحصل من طول التعب ، وهو أخف من الإغماء ، والفرق بينه وبين الجنون والنوم أن العقل يكون في الإغماء مغلوبا ، وفي الجنون يكون مسلوبا ، وفي النوم يكون مستورا .
والمناسبة بين البابين : من حيث إن في كل واحد منهما نوعا من الوضوء .