أي هذا باب في بيان حكم الغسل والوضوء في المخضب بكسر الميم ، وسكون الخاء المعجمة ، وفتح الضاد المعجمة ، وفي آخره باء موحدة .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : المخضب شبه الإجانة . وقال صاحب ( المنتهى ) : هو المركن . وقال أبو هلال العسكري في كتاب ( التلخيص ) : إناء يغسل فيه . وفي ( مجمع الغرائب ) : هو إجانة تغسل فيه الثياب ، ويقال له المركن .
قوله ( والقدح ) واحد الأقداح التي للشرب .
[ ص: 88 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=12570ابن الأثير : القدح الذي يؤكل فيه ، وأكثر ما يكون من الخشب مع ضيق فيه .
قوله ( والخشب ) بفتح الخاء المعجمة جمع خشبة ، وكذلك الخشب بضمتين ، وبسكون الشين أيضا ، ومراده الإناء الخشب ، وكذلك الإناء الحجارة ، وذلك لأن الأواني تكون من الخشب ، والحجر ، وسائر جواهر الأرض كالحديد ، والصفر ، والنحاس ، والذهب ، والفضة . فقوله ( والخشب ) يتناول سائر الأخشاب ، وقوله ( والحجارة ) يتناول سائر الأحجار من التي لها قيمة ، والتي لا قيمة لها ، والحجارة جمع حجر ، وهو جمع نادر كالجمالة جمع جمل ، وكذلك حجار بدون الهاء ، وهما جمع كثرة ، وجمع القلة أحجار .
فإن قلت : ما وجه عطف الخشب والحجارة على المخضب والقدح ؟ قلت : من باب عطف التفسير ; لأن المخضب والقدح قد يكونان من الخشب ، وقد يكونان من الحجارة ، وقد صرح في الحديث المذكور في هذا الباب بمخضب من حجارة ، كما يأتي عن قريب ، والدليل على صحة ذلك ما قد وقع في بعض النسخ الصحيحة في المخضب والقدح الخشب والحجارة ، بدون حرف العطف .
وقال بعضهم : وعطف الخشب والحجارة ، على المخضب والقدح ، ليس من عطف العام على الخاص فقط ، بل بين هذين وهذين عموم وخصوص من وجه .
قلت : قصارى فهم هذا القائل أنه ليس من عطف العام على الخاص ، ثم أضرب عنه إلى بيان العموم والخصوص ، من وجه بين هذه الأشياء ، ولم يبين وجه العطف ما هو ، وقد وقع في بعض النسخ بعد قوله : والحجارة - ( والتور ) بفتح التاء المثناة من فوق ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14038الجوهري : هو إناء يشرب فيه . زاد nindex.php?page=showalam&ids=15253المطرزي : صغير .
وفي ( المغيث ) لأبي موسى : هو إناء يشبه إجانة من صفر أو حجارة يتوضأ فيه ، ويؤكل .
وقال ابن قرقول : هو مثل قدح من الحجارة ، وقد مر الكلام فيه عن قريب .
والمناسبة بين هذا الباب والأبواب التي قبله ظاهرة ; لأن الكل فيما يتعلق بالوضوء .