مطابقته للترجمة من حيث إنه يعلم من قضية nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان تقرير أحكام الحربي على ما كان عليه ، وسلمان هو الفارسي - رضي الله تعالى عنه - ، وقصته طويلة على ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق وغيره ، وملخصها أنه هرب من أبيه لطلب الحق وكان مجوسيا ، فلحق براهب ، ثم براهب ، ثم بآخر ، وكان يصحبهم إلى وفاتهم ، حتى دله الأخير إلى الحجاز ، وأخبره بظهور رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - ، فقصده مع بعض الأعراب فغدروا به وباعوه في وادي القرى ليهودي ، ثم اشتراه منه يهودي آخر من بني قريظة ، فقدم به المدينة ، فلما قدم رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - ورأى علامات النبوة أسلم ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=67906كاتب عن نفسك " ، عاش مائتين وخمسين سنة ، وقيل : مائتين وخمس وسبعين سنة ، ومات سنة ست وثلاثين بالمداين .
قوله : كاتب أمر من المكاتبة ، قوله : وكان حرا جملة وقعت حالا من قال لا من قوله : كاتب ، وقال الكرماني : فإن قلت : كيف أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالكتابة وهو حر ؟ قلت : أراد بالكتاب صورة الكتابة لا حقيقتها ، فكأنه قال : افد عن نفسك وتخلص من ظلمه ، انتهى . قلت : هذا السؤال غير وارد ، فلا يحتاج إلى الجواب : فكأن الكرماني اعتقد أن قوله : "وكان حرا" يعني في حال الكتابة ، فإنه في ذلك الوقت كان في ملك الذي اشتراه ; لأنه غلب عليه [ ص: 29 ] بعض الأعراب في وادي القرى فملكه بالقهر ، ثم باعه من يهودي واشترى منه يهودي آخر كما ذكرنا ، وقوله - صلى الله عليه وسلم - : "وكان حرا" إخبار منه بحريته في أول أمره قبل أن يخرج من دار الحرب ، والعجب من الكرماني أنه قال : قوله "وكان حرا" حال من قال ، يعني من قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لا من قوله "كاتب" ، فكيف غفل عن هذا وسأل هذا السؤال الساقط ؟! ونظير ذلك ما قاله صاحب ( التوضيح ) ، ولكن ما هو في البعد مثل ما قاله الكرماني ، وهو أنه قال ( فإن قلت ) كيف جاز لليهودي ملك nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان وهو nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، فلا يجوز للكافر ملك nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، قلت : أجاب عنه nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري بأن حكم هذه الشريعة أن من غلب من أهل الحرب على نفس غيره أو ماله ، ولم يكن المغلوب على ذلك ممن دخل في الإسلام فهو ملك للغالب ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان حين غلب نفسه لم يكن مؤمنا ، وإنما كان إيمانه تصديق النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - إذا بعث ، مع إقامته على شريعة عيسى عليه الصلاة والسلام ، انتهى .
ويؤيد ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري أنه - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة وسمع به nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان فذهب إليه ببعض تمر يختبره : إن كان هو هذا النبي يقبل الهدية ويرد الصدقة ، فلما تحققه دخل في ذلك الوقت في الإسلام كما هو شرطه ، فلذلك أمره - صلى الله تعالى عليه وسلم - بالكتابة ، ليخرج من ملك مولاه اليهودي .