مطابقته للترجمة في قوله : فعليك بهذا الشجر ، وكأن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فهم من قوله في الحديث " إنما معيشتي من صنعة يدي" وإجابة nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بإباحة صور الشجر وشبهه - إباحة البيع وجوازه ، فترجم عليه .
( ذكر رجاله ) وهم خمسة : الأول عبد الله بن عبد الوهاب أبو محمد الحجبي . الثاني nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد من الزيادة ابن زريع مصغر زرع ، وقد تكرر ذكره . الثالث عوف بفتح العين المهملة وسكون الواو وفي آخره فاء ابن أبي حميد الأعرابي ، يعرف به وليس بأعرابي الأصل ، يكنى أبا سهل ويقال nindex.php?page=showalam&ids=12070أبو عبد الله . الرابع nindex.php?page=showalam&ids=15984سعيد بن أبي الحسن أخو الحسن البصري ، واسم أبي الحسن يسار بالياء آخر الحروف والسين المهملة . الخامس nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما .
( ذكر لطائف إسناده ) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين ، وبصيغة الإفراد في موضع ، وفيه الإخبار بصيغة الجمع في موضع ، وفيه السماع في موضعين ، وفيه العنعنة في موضع ، وفيه القول في خمسة مواضع ، وفيه أن هؤلاء كلهم بصريون ، وفيه أن شيخه من أفراده ، وفيه أن nindex.php?page=showalam&ids=15984سعيد بن أبي الحسن ليس له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري موصولا سوى هذا الحديث .
( ذكر من أخرجه غيره ) أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في اللباس عن nindex.php?page=showalam&ids=17206نصر بن علي ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في الزينة عن محمد بن الحسين بن إبراهيم ، وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - ، أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي ، حدثنا فهد قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي قال : حدثنا [ ص: 39 ] nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=102255المصورون يعذبون يوم القيامة ، يقال لهم : أحيوا ما خلقتم " ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا وغيره ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي قال : أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=14923عمرو بن علي ، حدثنا عفان ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17258همام ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=102258من صور صورة كلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ " ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي أيضا .
( ذكر معناه ) قوله : إذ أتاه رجل كلمة إذ للمفاجأة ، وقد ذكرنا غير مرة أن إذ وإذا يضافان إلى جملة ، فقوله : "أتاه رجل" جملة فعلية ، وقوله: فقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس جواب إذ .
قوله : إنما معيشتي من صنعة يدي يعني ما معيشتي إلا من عمل يدي . قوله : حتى ينفخ فيها ، أي : إلى أن ينفخ في الصورة . قوله : وليس بنافخ ، أي : لا يمكن له النفخ قط فيعذب أبدا . قوله : فربا ، أي : فربا الرجل ، أي أصابه الربو ، وهو مرض يحصل للرجل يعلو نفسه ويضيق صدره ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13441ابن قرقول : أي ذعر وامتلأ خوفا ، وعن صاحب العين : ربا الرجل أصابه نفس في جوفه ، وهو الربو والربوة والربوة وهو نهج ونفس متواتر ، وقال ابن التين : معناه انتفخ كأنه خجل من ذلك . قوله : ويحك كلمة ترحم كما أن ويلك كلمة عذاب . قوله : كل شيء بالجر بدل الكل عن البعض وهذا جائز عند بعض النحاة ، وهو قسم خامس من الإبدال كقول الشاعر :
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي في حديث nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10880أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون " وهذا يقتضي أن لا يكون في النار أحد يزيد عذابه على عذاب المصورين ، وهذا يعارضه قوله تعالى : أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ، وقوله - صلى الله تعالى عليه وسلم - : " أشد الناس عذابا يوم القيامة إمام ضلالة " ، وقوله : " nindex.php?page=hadith&LINKID=930996أشد الناس عذابا عالم لم ينفعه الله بعلمه " وأشباه ذلك ، ووجه التوفيق أن الناس الذين أضيف إليهم "أشد" لا يراد بهم كل نوع الناس ، بل بعضهم المشاركون في ذلك المعنى المتوعد عليه بالعذاب ، ففرعون أشد المدعين للإلهية عذابا ، ومن يقتدي به في ضلالة كفر أشد ممن يقتدي به في ضلالة بدعة ، ومن صور صورا ذات أرواح أشد عذابا ممن يصور ما ليس بذي روح ، فيجوز أن يعني بالمصورين الذين يصورون الأصنام للعبادة كما كانت الجاهلية تفعل وكما يفعل النصارى ، فإن عذابهم يكون أشد ممن يصورها لا للعبادة ، انتهى .
ولقائل أن يقول : أشد الناس عذابا بالنسبة إلى هذه الأمة لا إلى غيرها من الكفار ، فإن صورها لتعبد أو لمضاهاة خلق الله تعالى فهو كافر قبيح الكفر ، فلذلك زيد في عذابه . قلت : قول nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : "ومن صور صورا ذات أرواح أشد عذابا ممن يصور ما ليس بذي روح" فيه نظر لا يخفى ، وفيه إباحة تصوير ما لا روح له كالشجر ونحوه ، وهو قول جمهور الفقهاء وأهل الحديث ، فإنهم استدلوا على ذلك بقول nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : فعليك بهذا الشجر ... إلى آخره ، فإن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس استنبط قوله من قوله - صلى الله تعالى عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=652073فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها ، أي : الروح .
فدل هذا على أن المصور إنما يستحق هذا العذاب لكونه قد باشر تصوير حيوان مختص بالله تعالى ، وتصوير جماد ليس له في معنى ذلك ، فلا بأس به .
وذهب جماعة [ ص: 40 ] منهم nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعيد ، والحسن بن حي ، وبعض الشافعية ، إلى كراهة التصوير مطلقا ، سواء كانت على الثياب أو على الفرش والبسط ونحوها ، واحتجوا بعموم قوله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=670468لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة ولا كلب ولا جنب ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود من حديث علي - رضي الله تعالى عنه - ، وقوله - صلى الله تعالى عليه وسلم - : لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ، ولا صورة أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن nindex.php?page=showalam&ids=86أبي طلحة - رضي الله تعالى عنه - ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني نحوه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب عن رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - ، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله تعالى عنها - أن جبريل - عليه الصلاة والسلام - قال لرسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=652988إنا لا ندخل بيتا فيه صورة ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم مطولا ، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=704269دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا مستترة بقرام ستر فيه صورة فهتكه ، ثم قال : إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله تعالى ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بأتم منه ، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=670468لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني مطولا ، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير قال : سألت nindex.php?page=showalam&ids=36جابرا عن الصور في البيت ، وعن الرجل يفعل ذلك ، فقال : زجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك .
وخالف الآخرون هؤلاء المذكورين ، وهم nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي ، nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري ، nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة ، nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك ، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد في رواية ، وقالوا : إذا كانت الصور على البسط والفرش التي توطأ بالأقدام ، فلا بأس بها ، وأما إذا كانت على الثياب والستائر ونحوهما فإنها تحرم ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر : ذكر nindex.php?page=showalam&ids=16338ابن القاسم قال : كان nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك يكره التماثيل في الأسرة والقباب ، وأما البسط والوسائد والثياب ، فلا بأس به وكره أن يصلي إلى قبة فيها تماثيل ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري : لا بأس بالصور في الوسائد ; لأنها توطأ ويجلس عليها ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة وأصحابه يكرهون التصاوير في البيوت بتمثال ، ولا يكرهون ذلك فيما يبسط ، ولم يختلفوا أن التصاوير في الستور المعلقة مكروهة ، وكذلك عندهم ما كان خرطا أو نقشا في البناء .
وقال المزني عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : وإن دعي رجل إلى عرس فرأى صورة ذات روح أو صورا ذات أرواح ، لم يدخل إن كانت منصوبة ، وإن كانت توطأ فلا بأس ، وإن كانت صورة الشجر . وقال قوم : إنما كره من ذلك ما له ظل ، وما لا ظل له فليس به بأس .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض : وأجمعوا على منع ما كان له ظل ووجوب تغييره ، إلا ما ورد في اللعب بالبنات لصغار البنات والرخصة في ذلك ، وكره nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك شراء ذلك لابنته ، وادعى بعضهم أن إباحة اللعب للبنات منسوخ ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : واستثنى بعض أصحابنا من ذلك ما لا يبقى كصور الفخار والشمع وما شاكل ذلك ، وهو مطالب بدليل التخصيص ، وكانت الجاهلية تعمل أصناما من العجوة ، حتى إن بعضهم جاع فأكل صنمه ، قلت : بنو باهلة كانوا يصنعون الأصنام من العجوة فوقع فيهم الغلاء فأكلوها ، وقالوا : بنو باهلة أكلوا آلهتهم .
وأجابوا عن الأحاديث التي مضت بأنا عملنا بها على عمومها ، وعملنا بحديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أيضا ، وبأمثاله التي رويت في هذا الباب فيما إذا كانت الصور مما كان يوطأ ويهان ، فإذن نحن عملنا بأحاديث الباب كلها ، بخلاف هؤلاء فإنهم عملوا ببعضها وأهملوا بعضها .
وفيه ما قاله nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : يستفاد من قوله : وليس بنافخ جواز التكليف بما لا يقدر عليه ، قال : ولكن ليس مقصود الحديث التكليف ، وإنما المقصود منه تعذيب المكلف وإظهار عجزه عما تعاطاه مبالغة في توبيخه وإظهار قبح فعله .