وقوله بالجر عطف على قوله " فضل الزرع " ، وذكر هذه الآية لاشتمالها على الحرث والزرع ، وأيضا تدل على إباحة الزرع من جهة الامتنان به ، وفيها وفي الآيات التي قبلها رد وتبكيت على المشركين الذين قالوا : نحن موجودون من نطفة حدثت بحرارة كائنة ، وأنكروا البعث والنشور بأمور ذكرت ، فيها من جملتها قوله : " أفرأيتم ما تحرثون " ، أي : تثيرون في الأرض وتعملون فيها ، وتطرحون البذار " أأنتم تزرعونه " ، أي : تنبتونه وتردونه نباتا ينمي إلى أن يبلغ الغاية . قوله تعالى : لو نشاء لجعلناه حطاما أي : هشيما لا ينتفع به ولا تقدرون على منعه . وقيل : نبتا لا قمح فيه ، " فظلتم تفكهون " أي : تفجعون . وقيل : تحزنون ، وهو من الأضداد ، تقول العرب : تفكهت ، أي : تنعمت وتفكهت ، أي : حزنت . وقيل : التفكه : التكلم فيما لا يعنيك ، ومنه قيل للمزاح فكاهة ، وأخذوا من قوله : " أم نحن الزارعون " أن لا يقول أحد زرعت ، ولكن يقول حرثت ، وفي تفسير nindex.php?page=showalam&ids=15401النسفي ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=2002034لا يقولن أحدكم زرعت ، وليقل حرثت " قال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : ألم تسمعوا قول الله تعالى : أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ( قلت ) : هذا الحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا ، وفي تفسير nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد عن أبي عبد الرحمن ، يعني : السلمي أنه كره أن ، يقال : زرعت ، ويقول : حرثت .