تعرضت لي في مكان حلي تعرض المهرة في الطول
وقال : لم يسمع في الطول الذي هو الحبل إلا بكسر الأول وفتح الثاني ، وشدده الراجز ضرورة ، وقد يفعلون مثل ذلك للتكثير ويزيدون في الحرف من بعض حروفه ، وفي المطالع : وعند الجوهري الجرجاني في طولها في موضع من ، وكذا في البخاري ، قوله " فاستنت " أي أفلتت ومرحت ، والاستنان قال في التلويح : الاستنان تفعل من السنن ، وتبعه على ذلك صاحب التوضيح ، قلت : هذا غلط بل هو افتعال ، والسنن القصد ، وقيل : معنى استنت لجت في عدوها إقبالا وإدبارا ، وقيل : الاستنان يختص بالجري إلى فوق ، وقيل : هو النشاط والمرح ، وفي البارع : هو كالرقص ، وقيل : استنت رعت ، وقيل : الجري بغير فارس ، قوله " شرفا " بفتح الشين المعجمة والراء ما أشرف من الأرض وارتفع ، وقيل : الشرف والشرفان مسلم [ ص: 216 ] الشوط والشوطان سمي به لأن العادي به يشرف على ما يتوجه إليه ، قوله " آثارها " الآثار جمع أثر وأثر كل شيء بقيته ، والظاهر أن المراد به أثر خطواتها في الأرض بحافرها ، قوله " بنهر " بسكون الهاء وفتحها لغتان فصيحتان ذكرهما ثعلب ، وقال : الفتح أفصح ، وقال الهروي ابن خالويه : الأصل فيه التسكين ، وإنما جاز فتحه لأن فيه حرفا من حروف الحلق ، قال : وحروف الحلق إذا وقعت آخر الكلام فتح وسطها وإذا وقعت وسطا فتحت نفسها ، وقيل : لأنه حرف استعلاء ففتح لاستعلائه ، وفي الموعب : نهر ونهور مثل جمع وجموع ، وقال أبو حاتم : نهر وأنهار مثل جبل وأجبال ، قوله " ولم يرد أن يسقيها " من باب التنبيه لأنه إذا كان يحصل له هذه الحسنات من غير أن يقصد سقيها فإذا قصدها فأولى بأضعاف الحسنات ، قال : لا يريد أن يسقيها أي يمنعها من شرب يضرها إذا احتبست للشرب لفوته ما يأمله أو إدراك ما يخافه أو لأنه كره أن يشرب من ماء غيره بغير إذنه ، قوله " تغنيا " نصب على التعليل أي استغناء عن الناس بطلب نتاجها الغنى والعفة ، قوله " وتعففا " عطف عليه أي لأجل ذلك تعففه عن سؤالهم بما يعمله عليها ويكتسبه على ظهورها ويتردد عليها إلى متاجره أو مزارعه ونحو ذلك فتكون سترا له عن الفاقة ، قوله ثم لم ينس حق الله في رقابها فيؤدي زكاة تجارتها ، قوله " ولا ظهورها " أي لا يحمل عليها ما لا تطيقه ، وقيل : أن يغيث بها الملهوف ومن تجب معونته ، وقيل : لا ينسى حق الله في ظهورها فيركب عليها في سبيل الله ، واستدل به القرطبي على وجوب الزكاة في الخيل السائمة وقد مر في كتاب الزكاة ، قوله " فخرا " نصب على التعليل أي لأجل التفاخر ، قوله " ورياء " عطف عليه أي لأجل الرياء ليقال إنه يربي خيل كذا ، وكذا قوله " ونواء " عطف على ما قبله أيضا أي ولأجل النواء بكسر النون وبالمد وهي المعادات وهي أن ينوي إليك وتنوي إليه أي ينهض ، وقال أبو حنيفة : بفتح النون والقصر ، وقال : كذا روي والمعروف الأول ، وقال الداودي : القصر وفتح النون وهم ، وعند ابن قرقول قال الإسماعيلي ابن أبي الحجاج عن أبي المصعب : بواء بالباء الموحدة ، قوله " عن الحمر " بضم الحاء والميم جمع حمار ، قوله " الفاذة " بالذال المعجمة أي المنفردة القليلة النظير في معناها ، وقال : سئل عن صدقة الحمر وأشار إلى الآية بأنها جامعة لاشتمال اسم الخير على أنواع الطاعات وجعلها فاذة لخلوها عن بيان ما تحتها من تفصيل أنواعها وجمعت على انفرادها حكم الحسنات والسيئات المتناولة لكل خير ومعروف ، ومعناه أن من أحسن إليها أو أساء رآه في الآخرة ، وقيل : إنما قيل إنها فاذة إذ ليس مثلها آية أخرى في قلة الألفاظ وكثرة المعاني لأنها جامعة بين أحكام كل الخيرات والشرور ، وكيفية دلالة الآية على الجواب هي أن سؤالهم أن الحمار له حكم الفرس أم لا ؟ فأجاب بأنه إن كان لخير فلا بد أن يجزى جزاءه ويحصل له الأجر وإلا فبالعكس وإنما لم يسأل صلى الله عليه وسلم عن البغال لقلتها عندهم أو لأنها بمنزلة الحمار . الخطابي