(إذا دخل أحدكم المسجد؛ فليسلم) ؛ ندبا مؤكدا؛ أو وجوبا؛ (على النبي) - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن المساجد محل الذكر؛ والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - منه؛ (وليقل: اللهم) ؛ أي: يا الله؛ (افتح لي أبواب رحمتك) ؛ زاد في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16138الديلمي : " وأغلق عني أبواب سخطك؛ وغضبك؛ واصرف عني الشيطان؛ ووسوسته" ؛ nindex.php?page=showalam&ids=12769وابن السني - بعد " رحمتك" -: " وأدخلني فيها" ؛ (وإذا خرج) ؛ منه؛ (فليسلم) ؛ بعد التعوذ؛ كما في رواية أبي داود؛ (على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وليقل: اللهم إني أسألك من فضلك) ؛ أي: من إحسانك؛ مزيد إنعامك؛ وسر تخصيص ذكر الرحمة بالدخول؛ والفضل بالخروج؛ أن الداخل اشتغل بما يزلفه إلى الله؛ وإلى ثوابه؛ وجنته؛ من العبادة؛ فناسب أن يذكر الرحمة؛ فإذا خرج؛ انتشر في الأرض ابتغاء فضل الله؛ من الرزق؛ فناسب ذكر الفضل؛ كما قال: فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ؛ واعلم أن النووي نقل عن العلماء أن الصلاة والسلام يكره إفراد أحدهما عن الآخر؛ وقد وقع إفراد السلام في هذا الحديث؛ وورد إفراد الصلاة في حديث nindex.php?page=showalam&ids=12769ابن السني عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ؛ ولفظه: كان إذا دخل المسجد قال: " بسم الله؛ اللهم صل على محمد" ؛ وإذا خرج قال مثل ذلك؛ [ ص: 337 ] فإفراد كل منهما في هذين الحديثين يعكر على القول بالكراهة؛ والظاهر أن مرادهم أن محل كراهة الإفراد فيما لم يرد الإفراد فيه؛ وأن أصل السنة تحصل بالإتيان بأحدهما؛ وكمالها إنما يحصل بجمعهما؛ كما ورد في حديث يأتي.