ذكر فيه حديث : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثا وأمر عليهم nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد . . الحديث سلف .
ومعنى الترجمة :
أن الطاعن إذا لم يعلم حال المطعون عليه وكذب في طعنه لا ينبغي أن يكترث له كثير اكتراث ، ألا ترى أنه - عليه السلام - قد خلى هذا الطعن حين أقسم أنه كان خليقا للإمارة .
وفيه : التبكيت للطاعنين ؛ لأنهم لما طعنوا في إمارة أبيه ، ثم ظهر من غناه وفضله ما ظهر كان ذلك ردا لقولهم .
فإن قلت : فقد طعن على أسامة وأبيه ما ليس فيهما ، ولم يعزل [ ص: 552 ] الشارع واحدا منهما بل بين فضلهما ، ولم (يتهمهما ) ، ولم يعتبر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - بهذا القول في سعد وعزله حين قذفه أهل الكوفة بما هو بريء منه .
فالجواب : أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - لم يعلم من مغيب أمر سعد ما علمه الشارع من مغيب أمر زيد وأسامة ، وإنما قال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر لسعد حين ذكر أن صلاته تشبه صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ذاك الظن بك . ولم يقطع على ذلك كما قطع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمر زيد أنه خليق للإمارة ، وقال في أسامة : nindex.php?page=hadith&LINKID=656650 "إنه لمن أحب الناس " ولا يجوز أن يحب الشارع إلا من أحبه الله ومن لا يسوغ فيه العيب والنقص .
ويحتمل أن يكون الطاعنون في أسامة وأبيه من استصغر سنه على من قدم عليه من مشيخة الصحابة ، وذلك جهل ممن ظنه ، ويحتمل أن يكون الطعن من المنافقين الذين كانوا يطعنون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقبحون آثاره وآراءه ، وقد وصف الله أنه من اتهم الرسول في قضاياه أنه غير مؤمن ؛ بقوله تعالى : فلا وربك لا يؤمنون [النساء : 65 ] الآية .