686 718 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15304أبو معمر قال: حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16501عبد الوارث، عن عبد العزيز، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=650677 " أقيموا الصفوف، فإني أراكم خلف ظهري". [719، 725 nindex.php?page=showalam&ids=17080 - مسلم: 434 - فتح: 2 \ 207]
[ ص: 593 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد بن حزم في قوله: "أو ليخالفن الله بين وجوهكم" هذا وعيد شديد، والوعيد لا يكون إلا في كبيرة من الكبائر.
ولا يسلم له ذلك؛ فإن لفظ التمام يشعر بالنقصان فقط، فينبغي للإمام تعاهد تسوية الصفوف من الناس، وللناس تعاهد ذلك من أنفسهم.
وكان nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر وعثمان رجال يوكلون رجلا بتسويتها.
الثاني: وعد من لم يقم الصف بعذاب من جنس ذنبه وهو المخالفة بين الوجوه لاختلافهم في مقامهم، كما توعد من قتل نفسه بحديدة أنه يعذب بها.
ثم قيل: معناه: يمسخها ويحولها عن صورتها - كما سلف - في حق من يرفع رأسه قبل الإمام. وقيل: يغير صفاتها. وقيل: المراد بالوجوه: القلوب، وتؤيده رواية nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان: "بين قلوبكم".
والأظهر عند النووي أن معناه: يوقع بينكم العداوة والبغضاء،
[ ص: 594 ] واختلاف القلوب كما يقال: تغير وجه فلان علي، أي: ظهر لي من وجهه كراهة في، وتغير قلبه علي؛ لأن مخالفتهم في الصفوف مخالفة في ظواهرهم، واختلاف الظواهر سبب لاختلاف البواطن.
الثالث: مذهب أهل السنة أن قوله - عليه السلام -: "فإني أراكم من وراء ظهري" يجوز أن يكون إدراكا خاصا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - محققا انخرقت له فيه العادة، وخلق له عينا وراءه أو يكون الإدراك العيني انخرقت له العادة فكان يرى به من غير مقابلة.
وفي حديث - ليس بالقوي -: كان - عليه السلام - يرى في الظلام كما يرى في الضوء.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن ذلك راجع إلى العلم، وأن معناه: إني لأعلم.
وهذا تأويل لا حاجة إليه - كما قاله nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي - بل حمل ذلك على [ ص: 595 ] ظاهره أولى، ويكون ذلك زيادة في كرامات الشارع.
وقد ذكر الزاهدي مختار بن محمود في "رسالة الناصرية" أنه كان - عليه السلام - بين كتفيه عينان مثلي سم الخياط فكان يبصر بهما ولا يحجبهما الثياب، وذكرناه في باب عظة الإمام الناس أيضا.
وأورد nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي سؤالا، فقال: إذا كان يرى وراء ظهره، فما الفائدة أنه أجلس الشاب من وفد عبد القيس وراء ظهره؟ ثم أجاب بوجهين:
[ ص: 596 ] أحدهما: أنه سن للناس والسنة إنما هي فعل ظاهر.
والثاني: أن رؤيته من بين يديه أمر طبيعي يزاحم فيه.