التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
2068 2177 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، أخبرنا مالك ، عن نافع ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل ، ولا تشفوا بعضها على بعض ، ولا تبيعوا الورق بالورق إلا مثلا بمثل ، ولا تشفوا بعضها على بعض ، ولا تبيعوا منها غائبا بناجز" [انظر : 2176 - مسلم: 1584 و 1596 - فتح: 4 \ 379]


ذكر فيه حديث ابن عمر : أن أبا سعيد الخدري حدثه مثل ذلك حديثا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلقيه عبد الله بن عمر فقال : يا أبا سعيد ، ما هذا الذي تحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال أبو سعيد : في الصرف سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "الذهب بالذهب مثلا بمثل ، والورق بالورق مثلا بمثل" .

وحديث نافع عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل ، ولا تشفوا بعضها على بعض" وذكر مثله في الفضة "ولا تبيعوا منها غائبا بناجز" .

حديث أبي سعيد أخرجه مسلم وفي رواية له : "لا تبيعوا الذهب بالذهب ، ولا الورق بالورق إلا وزنا بوزن مثلا بمثل سواء بسواء" .

[ ص: 443 ] وفي السند الأول : حدثنا عبيد الله بن سعد ، ثنا عمر بن يعقوب بن إبراهيم ، ثنا ابن أخي الزهري ، عن عمه .

وابن أخي الزهري هو : محمد بن عبد الله بن مسلم ، قتله غلمانه بأمر ابنه ، وكان سفيها شاطرا ، قتله للميراث في آخر خلافة أبي جعفر ، ثم وثب غلمانه عليه بعد سنين فقتلوه أيضا .

وقد أسلفنا في ذلك الباب معنى "ولا تشفوا" والمراد هنا : الزيادة ، وهذا يرد على ابن عباس أنه كان يجيز الدرهم بالدرهمين يدا بيد ، ويقول : إنما الربا في النسيئة ، وقد سلف ما فيه هناك ، والإجماع على خلافه سلف عن خلف ، وبذلك كتب الصديق إلى عماله ، وروي مثله عن علي ، وروى مجاهد عن ثمانية عشر من الصحابة مثله .

والشارع حرم الربا ; حراسة للأموال وحفظا لها ، فلا يجوز واحد باثنين من جنسه ; لاتفاق الأغراض بخلاف غير الجنس ; لاختلاف الأغراض والمنافع ، ولذلك قال : "وبيعوا الذهب بالفضة -وعكسه- كيف شئتم كان يدا بيد" .

[ ص: 444 ] و (الناجز) : الحاضر ، يقال : نجز المال إذا حضر ، ومنه قوله : وما نجز فلان وعدا ، وفي إطلاق عدم الشف ما يقتضي تحريم قليل الزيادة وكثيرها أي : لا تبيعوا إحداهما زائدا على الأخرى ، تقول العرب : قد أشف فلان بعض بنيه على بعض : إذا فضل بعضهم على بعض . ويقال : ما أقرب شف ما بينهما -أي : فضل ما بينهما وفلان حريص على الشف ، يعني : الربح .

التالي السابق


الخدمات العلمية