قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: لم ير - عليه السلام - القود في ذلك; لأنه تأول ولم يذكر فيه دية ولا كفارة; فإما أن يكون قبل نزول الآية أو شبه على المحدث، أو سكت عنه; لعلم السامع، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي: إنما نقم - عليه السلام - على خالد في استعجاله بشأنهم وترك التثبت في أمرهم إلى أن يستبرئ المراد من قولهم: صبأنا; لأن الصبأ مقتضاه الخروج من دين إلى دين، يقال: صبأ الرجل فهو صابئ إذا خرج من دين; ولذلك دعا المشركون نبينا
[ ص: 499 ] - صلى الله عليه وسلم - الصابئ، وإنما تأول خالد في قولهم فيما يرى أنه كان مأمورا بقتالهم إلى أن يسلموا، وقولهم: (صبأنا) يحتمل أن يكون معناه: خرجنا من ديننا إلى دين آخر غير الإسلام، فلما لم يصرحوا بالدخول في الإسلام نفذ خالد الأمر الأول في قتالهم إذ لم يجد شريطة حقن الدم بصريح الاسم، ويحتمل أنه إنما لم يكف عنهم من قبل أنه ظن إنما عدلوا عن اسم الإسلام إليه أنفة من الاستسلام والانقياد، فلم ير ذلك القول إقرارا بالدين.
وقد روي أن ثمامة بن أثال لما أسلم دخل مكة معتمرا، فقال له كفار قريش: أصبأت؟ فقال: لا، ولكن أسلمت. وهو مثل حديثه الآخر أنه بعثه - صلى الله عليه وسلم - إلى أناس من خثعم، فاعتصموا بالسجود فقتلهم فوداهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بنصف الدية ، وإنما كان عذر خالد في هذا; لأن السجود لا تمحض دلالته على قبول الدين; لأن كثيرا من الأمم يعظمون رؤساءهم بالسجود ويظهرون لهم الخضوع بأن يخروا على وجوههم. قال: وفيه دليل أن الكافر إذا لاذ بالصلاة لم يكن ذلك منه إسلاما حتى يصف الدين قولا بلسانه . وقيل: لما قتل الله مسيلمة وقتل خالد بني جذيمة، قال له مالك بن نويرة وكان قد أسلم: ما قال صاحبك في كذا -يعني: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له خالد: وليس
[ ص: 500 ] بصاحبك؟ فأمر به فقتل، فشكي ذلك منهم إلى أبي بكر، وأشار عليه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أن يقيد من خالد، فسكت عنه، فلما أكثر عليه، قال له أبو بكر: ليس ذلك عليه، هبه تأول فأخطأ.
أسلفنا هذه السرية عند ابن سعد قبل حنين وأنها في شوال سنة ثمان، قال: وكانوا بأسفل مكة على ليلة ناحية يلملم وهو يوم الغميصاء بعد رجوع خالد من هدم العزى، أرسله - صلى الله عليه وسلم - داعيا إلى الإسلام لا مقاتلا في ثلاثمائة وخمسين رجلا من المهاجرين والأنصار وبني سليم، فخرجوا إليهم وعليهم السلاح، وكانوا أسلموا وبنوا المساجد وأذنوا وصلوا، فقال: ما هذا السلاح؟ قالوا: ظننا أنكم عدو، فقال: ضعوا السلاح، فوضعوه، فاستأسرهم وقتل منهم، فلما قتلهم أرسل - عليه السلام - عليا يودي لهم قتلاهم وما ذهب منهم . وجذيمة هو ابن عامر بن مناة بن كنانة.