(سيف): بكسر السين : شاطئه، وتدعى: سرية الخبط -كما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بعد في حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر- لأكلهم إياه، وكانت في رجب سنة ثمان فيما ذكره ابن سعد، وكانوا ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار فيهم nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب، وعليهم أبو عبيدة، بعثهم إلى حي من جهينة بالقبلية مما يلي ساحل البحر وبينهما وبين المدينة خمس ليال، فأصابهم جوع شديد حتى أكلوا الخبط، وابتاع قيس بن سعد (جزرا) فنحرها لهم وألقى لهم البحر حوتا عظيما، فأكلوا منه ثم انصرفوا ولم يلقوا كيدا وكانت غزوة ذات السلاسل قبلها في جمادى الآخرة من السنة على قول nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم وابن سعد ، وكانت غزوة مؤتة قبلها في جمادى الأولى من السنة أيضا.
ثم ساق nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الباب أربعة أحاديث عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر:
أحدها:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=17283وهب بن كيسان عنه: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثا قبل الساحل،
[ ص: 536 ] وأمر عليهم أبا عبيدة وهم ثلاثمائة فخرجوا، ففني زادهم، وجمع أزواد القوم، فكان مزودي تمر، فاقتاتوا تمرة تمرة، فقلت -أي: قال وهب-: ما تغني عنكم تمرة؟! فقال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت. ثم انتهينا إلى البحر، فإذا حوت مثل الظرب، فأكل منه القوم ثماني عشرة ليلة، ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا، ثم أمر براحلة فرحلت، ثم مرت تحتهما فلم تصبهما.
وفيه: فعمد إلى أطول رجل معه وأخذ رجلا وبعيرا فمر تحته، قال nindex.php?page=showalam&ids=36جابر: وكان رجل من القوم نحر ثلاث جزائر، ثم ثلاثا، ثم ثلاثا، ثم إن أبا عبيدة نهاه.
ثالثها:
من حديث عمرو عنه، وفيه: فأكلنا منه نصف شهر، فأخذ أبو عبيدة عظما من عظامه، فمر الراكب تحته. وأخبرني nindex.php?page=showalam&ids=11862أبو الزبير، أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=36جابرا يقول: قال أبو عبيدة: كلوا. فلما قدمنا المدينة ذكرنا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "كلوا، رزقا أخرجه الله، أطعمونا إن كان معكم". فأتاه بعضهم بعضو فأكله.
وهذا الحديث ذكره في الصيد والذبائح كما سيأتي ، nindex.php?page=showalam&ids=17080ولمسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر: فأكلنا منه شهرا ، وفي حديث وهب بن
[ ص: 537 ] كيسان عنه عند nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم: اثني عشر يوما .
وقال ابن التين: إحدى روايتي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري -نصف شهر أو (ثمانية عشر) ليلة- وهم، أو يتجاوز أحدهما لتقارب ذلك .
وقوله: (الظرب). كذا هو في الأصول بظاء، وهو ما ذكره أهل اللغة أيضا. ووقع في بعض النسخ بالضاد، كما حكاه ابن التين، ثم نقل عن القزاز أن الظرب -ساكن الراء-: جبل منبسط ليس بالعالي، وأن غيره قاله بكسرها: وهو الرابية. والضلع بكسر الضاد، وفتح اللام. وقوله: (فنصبا) صوابه: فنصبتا; لأن الضلع مؤنثة، نعم يجوز فيها; لأنه لا فرج لها. والودك بفتح الواو والدال.
و (ثابت أجسامنا): رجعت.
و (الخبط): الورق الذي يسقط من الشجر عند خبطك إياها. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: هو الورق الأخضر الرطب كانوا يأكلونه، فكان أحدهم يضع كما يضع البعير، والخبط من علف الإبل.
ونهي أبي عبيدة عن نحر الجزائر; خوفا من أن يبقوا بغير حمولة،
[ ص: 538 ] وكان نحرها من ماله أطعمهم إياها -كذا في كتاب ابن التين- والظاهر أنه قيس بن سعد بن عبادة ، وبه صرح nindex.php?page=showalam&ids=14299الدمياطي بخطه في الذبائح. وقول أبي عبيدة: (كلوا) اعتبارا بقوله تعالى: وطعامه متاعا لكم وللسيارة وأكل الشارع منه في المدينة دال على أنه لم يبح لهم أكله للضرورة.
ففيه: الرد على من منع الطافي فطعامه ما طفا أو ألقاه إلى الساحل، وكذا حكم سائر حيوان البحر على اختلاف أصنافها إلا ما يعيش في بر وبحر على ما استثناه أصحابنا كالضفدع والسرطان والحية، وعند المالكية خلاف في احتياج الضفدع إلى الذكاة .