هذا الحديث تقدم الكلام على من خرجه قريبا حيث ذكره، ونبهنا عليه هناك.
ثانيها:
تقدم أيضا التعريف برواته إلا nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة، وهو أبو رجاء قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي، مولاهم البغلاني، منسوب إلى بغلان -بفتح الموحدة وإسكان الغين المعجمة- قرية من قرى بلخ.
[ ص: 652 ] قيل: إن جده جميلا كان مولى nindex.php?page=showalam&ids=14078للحجاج بن يوسف، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي: اسمه يحيى، nindex.php?page=showalam&ids=16818وقتيبة لقب، وقال ابن منده: اسمه علي، سمع nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا وغيره من الأئمة، وعنه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وغيره من الأعلام الحفاظ، وهو ثقة، صاحب سنة.
روى عنه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم، nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي، وروى هو nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عن رجل عنه، ولد سنة خمسين ومائة، ومات في (شعبان) سنة أربعين ومائتين، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في "تاريخ نيسابور": مات في ثاني رمضان.
ثالثها:
nindex.php?page=showalam&ids=56عمار: هو أبو اليقظان بن ياسر بن (عامر بن) مالك بن الحصين بن قيس بن ثعلبة بن عوف بن يام بن عنس -بالنون- بن زيد بن مالك بن أدد العنسي.
وقال ابن سعد: عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام الأكبر بن عنس -بالنون- وهو زيد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
قال nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي: وهم قوم لا عشائر لهم بمكة، ولا منعة ولا قوة، كانت قريش تعذبهم في الرمضاء، فكان عمار يعذب حتى لا يدري [ ص: 654 ] ما يقول، nindex.php?page=showalam&ids=52وصهيب كذلك، و [أبو] فكيهة كذلك، nindex.php?page=showalam&ids=115وبلال، وعامر بن فهيرة، وفيهم نزل قوله تعالى: ثم إن ربك للذين هاجروا من [ ص: 655 ] بعد ما فتنوا [النحل: 110]، ومن قرأ "فتنوا" بالفتح وهو ابن عامر، فالمعنى: فتنوا أنفسهم. وعن nindex.php?page=showalam&ids=16723عمرو بن ميمون قال: أحرق المشركون nindex.php?page=showalam&ids=56عمار بن ياسر بالنار فكان - صلى الله عليه وسلم - يمر به، ويمر بيده على رأسه فيقول: nindex.php?page=hadith&LINKID=942783 "يا نار كوني بردا وسلاما على عمار كما كنت على إبراهيم، تقتلك الفئة الباغية".
[ ص: 656 ] شهد عمار بدرا، والمشاهد كلها، وهاجر إلى أرض الحبشة ثم المدينة، وفيه نزل قوله تعالى: إلا من أكره .. الآية. وكان إسلامه بعد بضعة وثلاثين رجلا هو وصهيب.
روى عن علي وغيره من الصحابة، ومناقبه جمة، روي له اثنان وستون حديثا اتفقا منها على حديثين، وانفرد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بثلاثة، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم بحديث، وآخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين حذيفة، وكان رجلا آدم طوالا، أشهل العينين، بعيد ما بين المنكبين، لا يغير شيبه، قتل بصفين في صفر سنة سبع وثلاثين مع علي عن ثلاث، وقيل: أربع وتسعين (سنة)، ودفن هناك بصفين، وقتل وهو مجتمع العقل، وسأل nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=56عمارا فقال له: أساءك عزلنا إياك؟ قال: لئن قلت ذلك لقد ساءني حين استعملتني، وساءني حين عزلتني.
رابعها: هذا الحديث سلف شرحه في الباب السالف المشار إليه.
خامسها: قول عمار - رضي الله عنه - رواه nindex.php?page=showalam&ids=15113أبو القاسم اللالكائي عن علي بن أحمد بن جعفر، (نا) أبو العباس أحمد بن علي المرهبي، (نا) أبو محمد الحسن بن علي بن جعفر الصيرفي، (نا) nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم، [ ص: 657 ] (نا) فطر عن أبي إسحاق عن nindex.php?page=showalam&ids=16238صلة بن زفر عنه. ورواه رسته أيضا عن سفيان، (نا) أبو إسحاق، فذكره، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13890البغوي في "شرح السنة" عن عمار مرفوعا، قال جماعات منهم nindex.php?page=showalam&ids=11863أبو الزناد: هذه الثلاث عليها مدار الإسلام، وهي جامعة للخير كله; لأن من أنصف من نفسه فيما بينه وبين الله وبين الخلق، ولم يضيع شيئا مما لله تعالى عليه، وللناس عليه، ولنفسه بلغ الغاية في الطاعة.
وأما بذل السلام للعالم فمعناه: للناس كلهم، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: nindex.php?page=hadith&LINKID=650011 "وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف". وهذا من أعظم مكارم الأخلاق، ويتضمن التواضع وهو أن لا ترتفع على أحد، ولا تحتقر أحدا، وإصلاح ما بينه وبين الناس بحيث لا يكون بينه وبين أحد شحناء، ولا أمر يمتنع من السلام عليه بسببه.
كما يقع لكثير من الناس، ففيه الحث على إفشاء السلام وإشاعته، وأما الإنفاق من الإقتار فهو الغاية في الكرم، وقد مدح الله تعالى [ ص: 658 ] (فاعله) بقوله: ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة [الحشر: 9] وهذا عام في نفقة الرجل على عياله وضيفه والسائل منه، وفي كل نفقة في الطاعات، وهو متضمن للوثوق بالله تعالى، والزهادة في الدنيا، (وقصر الأمل) وهذا كله من مهمات طرق الآخرة.