أطوارا طورا كذا وطورا كذا، يقال: عدا طوره. أي قدره، والكبار أشد من الكبار، وكذلك جمال وجميل، لأنها أشد مبالغة، وكبار الكبير، وكبارا أيضا بالتخفيف، والعرب تقول: رجل حسان وجمال وحسان مخفف وجمال مخفف. ديارا من دور ولكنه فيعال من الدوران كما قرأ nindex.php?page=showalam&ids=2عمر: ( الحي القيام ). وهي من قمت. وقال غيره ديارا أحدا. تبارا هلاكا. وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: مدرارا يتبع بعضها بعضا. وقارا عظمة.
4920 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12396إبراهيم بن موسى، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17248هشام، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج وقال: nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما - صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد، أما ود كانت لكلب بدومة الجندل، وأما سواع كانت لهذيل، وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجرف عند سبا، وأما يعوق فكانت لهمدان، وأما نسر فكانت لحمير، لآل ذي الكلاع. أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا، وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت. [ فتح: 8 \ 667]
هي مكية، وتسمى سورة نوح - عليه السلام -، ونزلت بعد النحل وقبل سورة إبراهيم، كما قاله nindex.php?page=showalam&ids=14467السخاوي .
[ ص: 455 ] ( ص ) ( أطوارا طورا كذا وطورا كذا ) أي نطفة ثم علقة، ثم مضغة إلى تمام الخلق، كما حكاه nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ، عن خالد بن عبد الله . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : طورا من تراب ثم من نطفة إلى آخر الخلق.
( ص ) ثم قال: ( عدا طوره ) أي: قدره.
( ص ) ( والكبار أشد من الكبير، وكبار أيضا بالتخفيف ) قلت: يقال: كبير وكبار مثل طويل وطوال وطوال. ومعنى كبارا: عظيما.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : ( وكذلك جمال -يعني: بالتشديد- وجميل ; لأنها أشد مبالغة، والعرب تقول: رجل حسان وجمال مخفف ) قلت: وتقول أيضا العرب: عجيب وعجاب وكمال، وقرأ القارئ، ووصى الموصي. وقرأ ابن محيصن وعيسى ( كبارا ) بالتخفيف.
( ص ) ( ديارا من دور، ولكنه فيعال من الدوران، كما قرأ nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : ( الحي القيام ). وهي من قمت ) قلت: وأصله: قيوام وديران.
ثم قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : ( وقال غيره: ديارا أحدا ) يدور في الأرض فيذهب ويجيء، ولم يتقدم عزو ما قبله حتى يقول: ( وقال غيره ) فابحث عنه. وقال القتبي: أصله من الدار. أي: نازل دار.
( ص ) ( وقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : مدرارا : يتبع بعضه بعضا ) أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم من حديث معاوية عنه.
( ص ): ( وقارا : عظمة ) أخرجه سفيان في "تفسيره" عن أبي روق، عن nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك بن مزاحم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس بلفظ: لا تخافون لله عظمة؟! وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد من رواية أبي الربيع عنه: ما لكم لا تعلمون منه عظمة، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : لا تبالون لله عظمة. وفي رواية: لا ترون. وعن الحسن: لا تعرفون لله حقا، ولا تشكرون له نعمة. وعن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : لا ترجون لله عاقبة. وعن nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير : لا ترجون لله ثوابا ولا تخافون عقابا.
ثم ساق nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=12396إبراهيم بن موسى، أنا هشام ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج وقال: nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد، أما ود فكانت لكلب بدومة الجندل، وأما سواع كانت لهذيل، وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجرف عند سبا، وأما يعوق فكانت لهمدان، وأما نسر فكانت لحمير، لآل ذي الكلاع. ونسر أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا، وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسخ العلم عبدت.
[ ص: 457 ] الكلام عليه من وجوه:
أحدها:
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء هذا اختلف فيه هل هو ابن أبي رباح أو الخراساني؟ فذكره أبو مسعود من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح عنه ثم قال: إن حجاج بن محمد nindex.php?page=showalam&ids=16360وعبد الرزاق روياه عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج فقالا: عن nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني . وقال خلف: هو الخراساني. ثم قال: قال أبو مسعود: ظن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أنه ابن أبي رباح، nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج لم يسمع التفسير من الخراساني، إنما أخذ الكتاب من أبيه ونظر فيه.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي: يشبه أن يكون هذا عن nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني على ما أخبرني به ابن فرج، عن nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني فيما ذكر في "تفسير nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج " كلاما معناه: كان يقول عن nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، فطال على الوراق أن يكتب الجواب -أي في كل حديث- فتركه، فرواه من روى على أنه nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح .
قال الجياني: قال أبو مسعود: ثبت هذا الحديث في "تفسير nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج " عن nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني ، وإنما أخذ nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج الكتاب من أبيه ونظر فيه. قال: وهذا تنبيه بديع من أبي مسعود، ورويناه عن صالح بن أحمد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن عبد الله ، سمعت nindex.php?page=showalam&ids=17248هشام بن يوسف قال: قال لي nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : سألت nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء عن التفسير من البقرة وآل عمران ثم قال: أعفني من هذا. قال هشام : وكان بعد إذا قال: nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: الخراساني. قال هشام : فكتبنا ما كتبنا ثم مللنا يعني: كتبنا ما كتبنا أنه الخراساني - قال nindex.php?page=showalam&ids=16604ابن المديني: إنما كتبت أنا هذه القصة ; لأن محمد بن ثور كان يجعلها عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء ، عن [ ص: 458 ] nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، فظن الذي حملوا هنا عنه أنه nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح . وعن صالح بن أحمد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16604ابن المديني قال: سألت يحيى بن سعيد عن أحاديث nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني فقال: ضعيفة. فقيل ليحيى: إنه يقول: أنا. فقال: لا شيء، كله ضعيف، إنما هو كتاب دفعه إليه.
الثاني:
روينا عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير وغيره أن آدم اشتكى وعنده بنوه ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر، وكان ود أكبرهم. وأبرهم به. وقال nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب : كانوا عبادا فمات منهم رجل فحزنوا عليه، فقال الشيطان: أنا أصور لكم مثله إذا نظرتم إليه ذكرتموه. قالوا: افعل. فصوره في المسجد من صفر ورصاص. ثم مات أخوه فصوره، حتى ماتوا كلهم وتنقضت الأشياء إلى أن تركوا عبادة الله بعد حين، فقال الشيطان للناس: ما لكم لا تعبدون إلهكم وإله آبائكم، ألا ترونها في مصلاكم؟ فعبدوها من دون الله حتى بعث الله نوحا.
وقال محمد بن قيس ، ومحمد بن كعب أيضا: إنما كانوا قوما صالحين بين آدم ونوح، وكان لهم أتباع، فلما ماتوا زين لهم الشيطان أن يصوروا صورهم ليذكرونهم بها، فلما ماتوا وجاء آخرون قالوا: ليت شعرنا هذه الصور ما هي؟ فقال إبليس لهم: هي آلهتكم وكانوا يعبدونها، فعبدوها.
وعند السهيلي: يغوث هو ابن شيث وابتداء عبادتهم من زمن [ ص: 459 ] مهلاييل بن قينن.
الثالث:
ود بفتح الواو، وقد سلف أنه لكلب بدومة الجندل. وقال صاحب "العين" هو بالفتح صنم كان لقوم نوح، وبضم الواو صنم لقريش، وبه سمي عمرو بن ود وقراءة nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع بالضم والباقون بالفتح. وزعم nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي أنه على صورة رجل.
قال nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي : وهو أول صنم معبود، وسمي ود لودهم له، وكان بعد قوم نوح لكلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن ( أنماكي ) ابن قضاعة، وكان بدومة الجندل.
وأما سواع فكان على صورة امرأة، وكان لهزيل بن مدركة بن إلياس بن مضر برهاط موضع بقرب مكة بساحل البحر.
ويغوث قد ذكره في الأصل، وأنه بالجرف عند سبأ من أرض اليمن، كذا هو كانت بالألف واللام.
وذكر أبو عبيد البكري أنه معرفة ولا تدخله الألف واللام.
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي بالراء كما حكاه ياقوت، قال: ورواه النسفي باللام في آخر الحول. قال nindex.php?page=showalam&ids=12081أبو عثمان النهدي : رأيته وكان من رصاص على [ ص: 460 ] صورة أسد وكانوا يحملونه على جمل أجرد ويسيرون معه، لا يهيجونه حتى يكون هو الذي يبرك، فإذا برك نزلوا وقالوا: قد رضي لكم ربكم هذا الموضع، فيضربون عليه بناء وينزلون حوله.
ويعوق كانت لهمدان كما ذكره في الأصل ببلخع وهو بإسكان الميم وبالدال المهملة، وهي قبيلة. وقيل: لكهلان أولا ثم توارثه بنوه حتى صار في همدان. قال nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي : وكان على صورة فرس.
ونسر كان لآل بني ذي الكلاع من حمير، وكان على صورة نسر ويخدشه ما سلف أنهم كانوا على صورة آدميين. وفي "المختار" قال أبو عبيدة عن أبي الخطاب الأخفش : كانوا مجوسا فغرقهم الله بالطوفان فبثها إبليس في الناس. وفي "المصاحف" لابن أبي داود من قراءة nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ( يغوثا ويعوقا ) بجر بهما.
وقوله: ( وأما نسر فكانت لحمير لآل بني ذي الكلاع، ونسر أسماء رجال صالحين ) كذا هو في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وكأن قوله: ( ونسر ) تحريف، وصوابه: وهي أسماء رجال صالحين. وعلى تقدير صحتها فهو نوع تكرير ينقض، فإنه كان يلزم إعادة باقي الأسماء قبلها وهي: ود وسواع، ويغوث، ويعوق.