حديث nindex.php?page=showalam&ids=17408يوسف بن ماهك قال : إني عند nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين إذ جاءها عراقي فقال : أي الكفن خير ؟ قالت : ويحك ، وما يضرك ؟ قال : يا أم المؤمنين ، أريني مصحفك . قالت : لم ؟ قال : لعلي أؤلف القرآن عليه ، فإنه يقرأ غير مؤلف . قالت : وما يضرك أيه قرأت قبل ، إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار ، حتى إذا ثاب الناس . . الحديث .
ومعنى (أول ما نزل . . ) إلى آخره ، تريد : المدثر ، والمشهور : اقرأ كما تقدم ، وأراد العراقي تأليف القرآن على ما نزل أولا فأولا ، لا يقرأ المدني قبل المكي ، والقرآن ألفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالوحي ، كان جبريل - عليه السلام - يقول له : اجعل آية كذا في سورة كذا .
حديث nindex.php?page=showalam&ids=16350عبد الرحمن بن يزيد : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله عنه يقول في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء : إنهن من العتاق الأول ، وهن من تلادي .
[ ص: 42 ] وسلف في تفسير سورة بني إسرائيل بسنده سواء .
وقوله : (من تلادي ) يعني هن مما نزل من القرآن أولا ، قال صاحب "العين " : العتيق : القديم من كل شيء ، والتلاد : ما كسب من المال قديما . فيريد أنهن من أول ما حفظ من القرآن .
الحديث الثالث :
حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء رضي الله عنه : تعلمت سبح اسم ربك [الأعلى : 1 ] قبل أن يقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - . سلف قريبا في تفسير سورة سبح اسم ربك الأعلى .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي في قوله : (قد علمت النظائر . . ) إلى آخره . يريد في صلاة الصبح ، قال : وكان يقرأ الجاثية في الأولى ، و عم يتساءلون في الثانية ، والأحقاف في الأولى من اليوم الثاني ، والمرسلات في
[ ص: 43 ] الثانية ، ثم كذلك في عشرين صلاة ، ثم يرجع إلى ذلك في أكثر أحواله ، والذي تأول nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره أنه كان يقرأ سورتين في كل ركعة ، وقد بوب عليه كذلك في الصلاة ، وأجازه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في "مختصر ابن عبد الحكم " .
وقوله : (عشرون سورة من أول المفصل . . ) إلى آخره : ظاهره أن الدخان من المفصل .
والمذكور عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أن أول المفصل الجاثية ، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي ، وعنه في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أن أوله القتال ، وعند العامة أنه السبع الآخر . وعن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنه السدس الآخر ، وهو دال على أن أوله الأحقاف ، وقيل : أوله ق ، وقيل غير ذلك .
وقوله : (على تأليف nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ) صحيح ; لأنها على تأليف القرآن خمس وثلاثون سورة من الدخان إلى عم يتساءلون . وتأليف nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود شيء آخر .
فصل :
قد اختلف في ترتيب سور القرآن ، فمنهم من كتب في مصحفه السور على تاريخ نزولها ، وقدم المكي على المدني ، ومنهم من جعل في أول مصحفه الحمد ، ومنهم من جعل في أوله : اقرأ باسم ربك ، وهذا أول مصحف علي ، وأما مصحف nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود فإن أوله مالك يوم الدين ثم البقرة ، ثم النساء على ترتيب مختلف رواه nindex.php?page=showalam&ids=16258طلحة بن مصرف ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17340يحيى بن وثاب ، عن علقمة ، عنه ، ومصحف أبي كان أوله الحمد ثم البقرة ، ثم النساء ، ثم آل عمران ، ثم الأنعام ، ثم الأعراف ، ثم المائدة كذلك على اختلاف شديد ، وأجاب القاضي
[ ص: 44 ] أبو بكر بن الطيب بأنه يحتمل أن يكون ترتيب السور على ما هي عليه اليوم في المصحف كان على وجه الاجتهاد من الصحابة ، وقد قال قوم من أهل العلم : إن تأليف السور على ما هو عليه في مصحفنا كان على توقيف من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهم على ذلك وأمر به .
وأما ما روي من اختلاف مصحف أبي وعلي وعبد الله إنما كان قبل العرض الأخير ، وأنه - عليه السلام - رتب لهم تأليف السور بعد أن لم يكن فعل ذلك .
روى يونس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا يقول : إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعونه من قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ومن قال هذا القول لا يقول : إن تلاوة القرآن في الصلاة والدرس يجب أن يكون مرتبا على حسب الترتيب الموقف عليه المصحف ، بل إنما يجب تأليف سوره في الرسم والكتابة خاصة ، لا نعلم أن أحدا منهم قال : إن ترتيب ذلك واجب في الصلاة ، وفي القراءة والدرس ، وأنه لا يحل لأحد أن يحفظ الكهف قبل الروم ، ولا الحج بعد الكهف ، ألا ترى قول nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها للذي سألها أن تريه مصحفها ليكتب مصحفا على تأليفه : (لا يضرك أيه قرأت قبل ) .
وأما ما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر رضي الله عنهم أنهما كرها أن يقرأ القرآن منكوسا ، وقالا : ذلك منكوس القلب . وإنما عنيا بذلك من يقرأ السورة ويبتدئ من آخرها إلى أولها ; لأن ذلك حرام محظور ، وفي الناس من يتعاطى هذا في القرآن ; والشعر ليذلل لسانه بذلك ، ويقتدر على الحفظ ، وهذا مما حظره الله في قراءة القرآن ; لأنه إفساد لصورته ومخالفة لما قصد بها . ومما يدل أنه لا يجب إثبات القرآن في المصاحف على تاريخ نزوله ; لأنهم لو فعلوا ذلك لوجب أن يجعلوا
[ ص: 45 ] بعض آية سورة في سورة أخرى ، وأن ينقضوا ما وقفوا عليه من سياقة ترتيب السور ونظامها ; لأنه قد صح وثبت أن الآيات كانت تنزل بالمدينة فيؤمر بإثباتها في السورة المكية ، ويقال لهم : ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا . ألا ترى قول nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها : (وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده ) تعني : بالمدينة ، وقد قدمتا في المصحف على ما نزل قبلهما من القرآن بمكة . ولو ألفوا على تاريخ النزول ، لوجب أن ينتقض ترتيب آيات السورة ، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بالناس في الصلاة السورة في الركعة ، ثم يقرأ في الركعة الأخرى بغير السورة التي تليها .