5900 [ ص: 85 ] 21 - باب: من لم يسلم على من اقترف ذنبا ولم يرد سلامه حتى تتبين توبته، وإلى متى تتبين توبة العاصي؟
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو: لا تسلموا على شربة الخمر.
6255 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17320ابن بكير، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث، عن nindex.php?page=showalam&ids=16581عقيل، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله، أن عبد الله بن كعب قال: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك يحدث nindex.php?page=hadith&LINKID=655785حين تخلف عن تبوك: ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كلامنا، وآتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم عليه، فأقول في نفسي: هل حرك شفتيه برد السلام أم لا؟ حتى كملت خمسون ليلة، وآذن النبي - صلى الله عليه وسلم - بتوبة الله علينا حين صلى الفجر. [انظر: 2757 - مسلم: 2769 - فتح: 11 \ 40]
ثم ذكر فيه حديث كعب حين تخلف عن تبوك ونهيه عن كلامهم.
وفيه: وآتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم عليه، فأقول في نفسي: هل حرك شفتيه برد السلام أم لا؟ حتى كملت خمسون ليلة، وآذن النبي - صلى الله عليه وسلم - بتوبة الله علينا حين صلى الفجر.
الشرح:
(شربة) بفتح الشين والراء، كأنه جمع شارب مثل آكل وأكلة، ولم يجمعه اللغويون كذلك، وإنما جمعوه شارب وشرب، مثل صاحب وصحب، وجمع الشرب: شروب.
وقوله: (وإلى متى تتبين توبة العاصي) ليس في ذلك حد محدود، ولكن معناه أنه لا تتبين توبته من ساعته ولا يومه حتى يمر عليه ما يدل على ذلك.
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب، عن nindex.php?page=showalam&ids=17346يزيد بن أبي حبيب قال: لو مررت على قوم
[ ص: 86 ] يلعبون بالشطرنج ما سلمت عليهم.
وكان nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير إذا مر على أصحاب لم يسلم عليهم.
ورخص nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في السلام على من لم يدمن اللعب بها، وإنما يلعب بها المرة بعد المرة.
قال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: ليس ما كان من أمر كعب وصاحبيه حدا لذلك; لأنه لم يوقت لهم ذلك في أول الأمر، وإنما وقف عنه حتى شاء الله، وقد انتظر الوحي فليس يعرف توبة أحد أنها قبلت.
فصل:
قوله: (كملت) هو مثلث الميم، قال في "الصحاح": والكسر أردؤها.
فصل:
المبتدع ومن اقترف ذنبا عظيما ولم يتب منه، فينبغي ألا يسلم عليه ولا يرد - عليه السلام -، كما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره من العلماء محتجين بقصة كعب، فإن اضطر إلى السلام على الظلمة سلم عليهم، وينوي أن السلام اسم من أسمائه تعالى، المعنى: الله عليكم رقيب.
قال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب: ترك الكلام على العصاة -بمعنى التأديب لهم- سنة ماضية، لحديث nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك وصاحبيه -الثلاثة الذين خلفوا- وبذلك قال كثير من أهل العلم في أهل البدع: لا يسلم عليهم أدبا لهم.
[ ص: 87 ] وقد روي عن علي - رضي الله عنه - أنه قال: لا تسلموا على مدمني الخمر، ولا على (المسيء) بأبويه، ذكره nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري، وكذلك كان في قطع الكلام عن كعب وصاحبيه حين تخلفوا وإظهار الموجدة عليهم أبلغ في الأدب لهم، فالإعراض أدب بالغ; ألا ترى قوله تعالى: واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع [النساء: 34].