ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أيكم ينزل هذا الرجل ؟ " ، فقال فتى من الأنصار : أنا ، فقام الأنصاري ، وقمت معه ، حتى إذا خرجت من طائفة المجلس ، ناداني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : "تعال يا أخا تنوخ " ، فأقبلت أهوي إليه ، حتى كنت قائما في مجلسي الذي كنت بين يديه ، فحل حبوته عن ظهره ، وقال : "ها هنا امض لما
[ ص: 437 ] أمرت له " ، فجلت في ظهره ، فإذا أنا بخاتم في موضع غضون الكتف مثل الحجمة الضخمة .
* قوله : "قد بلغ الفند " : - بفتحتين - ; أي : ضعف الرأي من الكبر .
* "فبعث دحية " : ظاهره أنه بعث من تبوك ، والمعروف أنه كان آخر سنة ست بعد أن رجع من الحديبية ، وغزوة تبوك كانت سنة تسع ، فلعله أعاد ذلك مرة ثانية .
* "قسيسي الروم " : - بكسر قاف وتشديد مهملة - جمع قسيس ، سقطت نونه بالإضافة ، والقسيس : العالم في لغة الروم .
* "بطارقتها " : - بفتحتين - : جمع بطريق - بكسر الباء - ; كالتلامذة جمع تلميذ ، وهم خواص الدولة .
* "ثم أغلق عليه وعليهم الدار " : هكذا في أصلنا ، وكذلك في "المجمع " ، وفي بعض النسخ : ثم أغلق عليه وعليهم بابا .
* "أن أتبعه " : من تبع أو اتبع - بتشديد التاء - .
* "ما لنا " : أي : لأمرائنا من الخراج .
* "ليأخذن " : أي : يملك الموضع الذي أنا جالس فيه .
* "نتبعه " : بالجزم على أنه جواب هلم ; فإنه أمر معنى .
* "فنخروا " : من ضرب أو نصر ، والنخر مد الصوت في الخياشيم .
* "برانسهم " : ثيابهم المعلومة .
* "رفأهم " : - بتشديد الفاء بعدها همزة - .
في "القاموس " : رفأ الرجل : سكنه .
[ ص: 438 ] وقيل : قال لهم : بارك الله فيكم ، والرفاء : النماء والبركة .
* "ولم يكد " : أي : لم يكد يرفئهم ; لشدة شكيمتهم .
* "من عرب تجيب " : ضبط - بضم تاء وكسر جيم - .
* "فما ضيعت " : "ما" شرطية ; أي : أي شيء ضيعت ، فلا تضيع هذه الخصال الثلاث .
* "الحنيفية " : أي : الملة الحنيفية .
* "فمزقه " : من التمزيق .
* "إلى nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي " : غير الذي أسلم وصلى عليه النبي .
* "فخرقها " : من التخريق .
* "فلن يزال " : أي : يبقى ملكه ، فكان كما قال .
* "من جعبتي " : بفتحتين - : وعاء السهام .
* "تدعوني " : على الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم .
* "فأين النار " : إذا كانت الجنة تستوعب المكان كله ، فأين النار ؟ .
* "أين الليل . . . إلخ " : يحتمل أنه إشارة إلى أن الجنة فوق النار ; كما أن النهار طلع فوق الليل ، فاستتر الليل به ، فإذا فرض أن الجنة تحت العرش فوق السماوات كلها ، وأن سعتها سعة السماوات والأرض ، وأن النار تحتها حيث شاء الله تعالى ، فلا إشكال ، أو إشارة إلى أنه تعالى قادر على أن يجمع الأجسام الكثيفة في مكان واحد ; كما يجمع اللطيفة فيه ; كالأنوار والظلم ، فانظر كيف يجتمع أنوار شموع متعددة في بيت واحد بلا مزاحمة بينها ، مع أن نور كل واحد منها يملأ البيت ، فكما أن النور لا يزاحم الهواء الذي في البيت ، كذلك الأنوار لا يزاحم بعضها بعضا ، فالقادر على ذلك يمكن له أن يجمع بين الأجسام الكثيفة ; كما يجمع بين الأنوار والظلم ، ونحو ذلك .
[ ص: 439 ] وبالجملة : فهذا الحديث يدل على أن الليل أمر موجود يستتر عند طلوع النهار ، ويظهر عند غروبه ، وهو الموافق لظاهر قوله تعالى : وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون [يس : 37] ، والله تعالى أعلم .
* "مرملون " : اسم فاعل من أرمل : إذا نفد زاده ; كأنه لصق بالرمل .
* "لما أمرت له " : بالخطاب على بناء المفعول ، وفيه معجزة له صلى الله عليه وسلم .
* "فجلت " : - بالجيم - ، من الجولان ، كذا الأصل ; أي : نظرت ، وفي بعض النسخ - بالحاء المهملة - .
* "غضون الكتف " : في "الصحاح " : هي مكاسر الجلد .
* "مثل الجحمة " : لعله - بتقديم الجيم - بمعنى : العين ، والله تعالى أعلم .
وفي "المجمع " : رواه nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=12201وأبو يعلى ، ورجال أبي يعلى ثقات ، ورجال nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن أحمد كذلك ، انتهى .
وهذا يدل على أنه من زوائد عبد الله ، لكن في نسخنا جعل من رواية عبد الله عن أبيه ، والله تعالى أعلم .