[ ص: 93 ] * " الإيمان يمان ": أصله يمني - بتشديد الياء - للنسبة، ثم حذفت إحداهما، وعوض عنها الألف، وقيل: قدمت إحداهما، ثم قلبت ألفا فصار كقاض ، وعلى هذا فيمانية - بتخفيف الياء - ، وهو المشهور الأصح، وحكي تشديدها على الجمع بين العوض والمعوض عنه. قيل: قال هذا القول وهو بتبوك، وأراد باليمن مكة والمدينة. وقيل: قاله لأن الأنصار أصلهم من اليمن. وقيل: لأن ابتداء الإيمان كان من مكة، وهو من اليمن. قلت: كل ذلك لا يناسب أول الحديث، بل الوجه أنه قال ذلك لأن أهل اليمن أسرع إلى قبوله، وإجابة في طلبه وطلب الحكمة والفقه في الدين; فإنهم آمنوا وهاجروا لطلب الدين بلا سبق محاربة، والله تعالى أعلم. ولعل المراد بالحكمة: علم أصول الإيمان، وبالفقه: علم فروعه، فبين أن الإيمان وتحقيق أصوله وفروعه له اختصاص بأهل اليمن; لما ذكرنا .