الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
7249 3460 - (7291) - (2 \ 241 - 242) عن أبي هريرة: أيما صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب، فهي خداج، ثم هي خداج، ثم هي خداج، قال أبو هريرة: وقال قبل ذاك حبيبي - عليه الصلاة والسلام - ، قال: فقال: يا فارسي! اقرأ بفاتحة الكتاب; فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله - عز وجل - : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي - وقال مرة: ولعبدي ما سأل - ، فإذا قال: الحمد لله رب العالمين ، قال: حمدني عبدي، فإذا قال: الرحمن الرحيم ، قال: مجدني عبدي - أو: أثنى علي عبدي - ، فإذا قال: مالك يوم الدين قال: فوض إلي عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين ، قال: فهذه بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل - وقال مرة: ما سألني - ، فيسأله عبده: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال: هذا لعبدي، ولك ما سألت - وقال مرة: ولعبدي ما سألني - ".

التالي السابق


* قوله: " وقال قبل ذلك ": أي: قال هذا الكلام قبل أن أقوله .

* " قال: فقال: يا فارسي! ": قاله بعد أن قال له ذلك القائل: إني أكون أحيانا وراء الإمام; أي: فهل أقرأ خلف الإمام أيضا، أم لا؟ فقال له: لا تترك فاتحة الكتاب وراء الإمام أيضا، لكن جاء في بعض الروايات: "اقرأ بفاتحة [ ص: 140 ] الكتاب في نفسك "; أي: سرا لا جهرا، وكأنه أشار بقوله: "يا فارسي!" أنه لو كان عربيا، لما جهل مثل هذا الأمر، لكنه لكونه فارسيا عجميا خفي عليه ذلك .

* " قسمت الصلاة ": وجه الاستدلال هو أن قسمة الفاتحة جعلت قسمة للصلاة، واعتبرت الصلاة مقسومة باعتبارها، ولا يظهر ذلك إلا عند لزوم الفاتحة فيها، وكأنه لم يستدل بحديث: "فهي خداج"; لأنه ليس بنص في الافتراض، بل يحتمل افتراض الفاتحة وعدمه، فلذلك عدل عنه إلى هذا الحديث .

* " فوض إلي ": أي: أمر آخرته، أو الملك - بكسر الميم أو ضمها - إن قرأ: الحمد لله رب العالمين .

* " لك ما سألت ": خطاب من الله للعبد. ثم لا يخفى ما في الحديث من الدلالة على خروج البسملة من الفاتحة .

* * *




الخدمات العلمية