وعنها قالت أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء فكان يأتي حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع إلى nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فيه ، فقال اقرأ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ما أنا بقارئ ، قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني ، فقال اقرأ ، فقلت ما أنا بقارئ ، فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني ، فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني ، فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق حتى بلغ ما لم يعلم قال فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة ، فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال يا nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة مالي فأخبرها الخبر ، قال وقد خشيت علي ، فقالت كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث ، وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ، ثم انطلقت به nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهو ابن عم nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة أخي أبيها وكان امرأ تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي ؛ فكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي ، فقالت nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة أي ابن عم اسمع من ابن أخيك ، فقال ورقة : ابن أخي ما ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأى ، فقال ورقة هذا الناموس الذي أنزل على موسى يا ليتني فيها جذعا أكون حيا حين يخرجك قومك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مخرجي هم ؟ فقال ورقة بن نوفل نعم لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ولهما من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاورت بحراء شهرا فلما قضيت جواري نزلت ، وذكر الحديث ، ولابن إسحاق من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير مرسلا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخلو في حراء من كل سنة شهرا .
الحديث الثالث وعنها قالت أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يأتي حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع إلى nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة فيتزود لمثلها حتى فجئه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فيه ، فقال اقرأ ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم فقلت ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني ، فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني ، فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى بلغ ما لم يعلم ، قال فرجع [ ص: 179 ] بها ترتجف بوادره حتى دخل على خديجة ، فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال يا nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة مالي ، وأخبرها الخبر قال وقد خشيت علي ، فقالت له كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل ؛ وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ثم انطلقت به nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهو ابن عم nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة أخي أبيها وكان امرأ تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي فكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي ، فقالت nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة أي ابن عم اسمع من ابن أخيك ، فقال ورقة : ابن أخي ما ترى ، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأى ، فقال ورقة هذا الناموس الذي أنزل على موسى يا ليتني فيها جذعا أكون حيا حين يخرجك قومك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مخرجي هم ؟ فقال ورقة نعم لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا .
(فيه) فوائد :
(الأولى) أخرجه الشيخان من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس بن يزيد ومن طريق nindex.php?page=showalam&ids=16581عقيل بن خالد ثلاثتهم عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري .
(الثانية) قال النووي في شرح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم هذا الحديث من [ ص: 180 ] مراسيل الصحابة فإن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها لم تدرك هذه القصة فتكون سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم أو من صحابي ومرسل الصحابي حجة عند جميع العلماء إلا ما انفرد به الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني (قلت) إنما أرسلت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها صدر الحديث ثم صرحت برواية باقيه وهو أكثره عن النبي صلى الله عليه وسلم بقولها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ما أنا بقارئ (فإن قلت) قد عادت إلى الإرسال من قولها فرجع بها ترجف بوادره ؟ (قلت) بل هي مستمرة على الرفع فإن لفظ الحديث قال فرجع بها ، فلا يمكن أن يكون فاعل قال ضميرا يعود على nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة إذ لو كان كذلك لأنثه وإنما هو عائد على النبي صلى الله عليه وسلم وأتى به بلفظ الغائب كقول القائل قال زيد إنه فعل كذا وكذا والله أعلم .
(الثالثة) فيه أن رؤيا الأنبياء وحي وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ثم تلا قوله تعالى إني أرى في المنام أني أذبحك والوحي في كلام العرب ينطلق على الكتاب والإشارة والكتابة والرسالة والإلهام والكلام الخفي وكل ما ألقيته إلى غيرك ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14042الجوهري وغيره ، وقال في المشارق أصله الإعلام في خفاء وسرعة ثم هو في حق الأنبياء على ضروب فمنه سماع الكلام القديم ، ووحي رسالة بواسطة ملك ، ووحي يلقى بالقلب ، والوحي إلى غير الأنبياء [ ص: 181 ] بمعنى الإلهام كالوحي إلى النحل ، وبمعنى الإشارة فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا وقيل في هذا إنه كتب وبمعنى الأمر كقوله وإذ أوحيت إلى الحواريين قيل أمرتهم وقيل ألهمتهم انتهى .
وقد جمع الله لنبيه عليه الصلاة والسلام منه مراتب عديدة جمعها السهيلي في (الروض الأنف) سبعة :
(السابع) نزول إسرافيل عليه السلام بكلمات من الوحي قبل جبريل فقد ثبت بالطرق الصحاح عن عامر الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل به إسرافيل فكان يتراءى له ثلاث سنين ويأتيه بالكلمة من الوحي والشيء ثم وكل به جبريل فجاءه بالقرآن والوحي قال السهيلي فهذه سبع صور في كيفية نزول الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم لم أر أحدا جمعها كهذا الجمع انتهى .
وقد جمعها الإمام شمس الدين بن قيم الجوزية في الهدي النبوي وكأنه أخذها من السهيلي إلا أنه لم يذكر هذا السابع وغاير بين أمرين مما تقدم هما واحد فجاءت سبعة مع إسقاطه ، فقال السادسة ما أوحاه إليه وهو فوق السموات ليلة المعراج من فرض الصلاة وغيرها ، السابعة كلام الله سبحانه له منه بلا واسطة ملك كما كلم موسى بن عمران وهذه المرتبة ثابتة لموسى قطعا بنص القرآن وثبوتها لنبينا عليه الصلاة والسلام هو في حديث الإسراء انتهى . فإن أراد ما أوحاه إليه جبريل عليه السلام فهو داخل فيما تقدم ؛ لأنه إما أن يكون جبريل في تلك الحالة على صورته الأصلية أو على صورة الآدمي وكلاهما قد تقدم ذكره وإن أراد وحي الله بلا واسطة وهو الظاهر فهي الصورة التي بعدها كما قدمته ثم قال وزاد بعضهم مرتبة .
(ثامنة) وهي تكليم الله له كفاحا بغير حجاب وهذا على مذهب من يقول إنه عليه الصلاة والسلام رأى ربه تبارك وتعالى وهي مسألة خلاف بين السلف والخلف وإن كان جمهور الصحابة بل كلهم مع nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها كما حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14274عثمان بن سعيد الدارمي إجماعا للصحابة انتهى .
ويحتمل أن ابن قيم الجوزية أراد بالمرتبة السادسة وحي جبريل عليه السلام وغاير بينه وبين ما قبله باعتبار محل الإيحاء أي كونه كان فوق السموات بخلاف ما تقدم فإنه كان في الأرض ، ولا يقال يلزم عليه أن تتعدد أقسام الوحي باعتبار البقعة التي جاء فيها جبريل إلى النبي عليهما الصلاة والسلام وهو غير ممكن ؛ لأنا نقول غاير الوحي الحاصل في السماء غيره باعتبار ما في رؤية تلك المشاهد من الغيب فهو نوع غير الأرض على اختلاف بقاعها ، وفيه نظر والله أعلم .
(الرابعة) قولها من الوحي ذكر أبو عبد الله القزاز أن من هنا لبيان الجنس كأنه قال من جنس الوحي وليست من الوحي فتكون من للتبعيض ، ولذلك قال في النوم ورؤيا الأنبياء في الصحة كالوحي قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض قد جاء الحديث أنها جزء من أجزاء النبوة فلا يبعد أن تكون من للتبعيض (قلت) ويمكن أن يكون لبيان الجنس مع الجزم بأن الرؤيا وحي .
(الخامسة) قوله الصادقة كذا في رواية المصنف ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم هنا nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري في التفسير والتعبير ، وفي روايته هنا الصالحة وهما بمعنى قال أهل اللغة يقال رأى في منامه رؤيا بلا تنوين على وزن فعلى كحبلى وجمعها رؤى بالتنوين على وزن رغى .
(السادسة) المشهور استعمال الرؤيا في الحلمية خاصة فقوله في النوم تأكيد لكنها قد تستعمل مصدرا لرأى مطلقا ولو كانت في اليقظة فالتقييد حينئذ بقوله في النوم لا بد منه .
(السابعة) فلق الصبح بفتح الفاء واللام وآخره قاف ضياؤه ويقال فرق الصبح أيضا وإنما يقال هذا في الشيء الواضح البين .
(التاسعة) قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض وغيره إنما ابتدئ عليه الصلاة والسلام بالرؤيا لئلا يفجأه الملك ويأتيه صريح النبوة بغتة فلا تحتملها قوى البشرية فبدئ بأوائل خصال النبوة وتباشير الكرامة من صدق الرؤيا وما جاء في الحديث الآخر من رؤية الضوء وسماع الصوت وسلام الحجر والشجر عليه بالنبوة .
(العاشرة) جاء في حديث أنه عليه الصلاة والسلام أنزل عليه صدر سورة اقرأ في النوم رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في دلائل النبوة من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق قال حدثني عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية الثقفي وكان واعيه عن بعض أهل العلم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى حراء في كل عام من السنة شهرا ينسك فيه الحديث ، وفيه حتى إذا كان الشهر الذي أراد الله تعالى به ما أراد من كرامته من السنة التي بعث فيها وذلك الشهر رمضان فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يخرج لجواره وخرج معه بأهله حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله تعالى فيها برسالته ورحم العباد به جاءه جبريل عليه السلام بأمر الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءني وأنا نائم ، فقال اقرأ فقلت وما أقرأ فغتني حتى ظننت أنه الموت ثم كشفه عني ، فقال اقرأ فقلت وما أقرأ فعاد لي بمثل ذلك ثم قال اقرأ فقلت وما أقرأ ؟ وما أقولها إلا تنحيا أن يعود لي بمثل الذي صنع ، فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ثم انتهى فانصرف عني وهببت من نومي كأنما صور في قلبي كتابا الحديث . فيحتمل أن يكون هذا هو الإنزال المذكور في هذا الحديث وتكون هذه الرواية شاذة لمخالفتها للرواية الصحيحة التي فيها أن إنزال ذلك في اليقظة ، ويحتمل أن هذا إنزال متقدم على نزولها عليه في اليقظة فتكون نزلت عليه مرتين الواحدة في النوم ثم الأخرى في اليقظة والله أعلم .
(الحادية عشرة) ( الخلاء ) بفتح الخاء والمد الخلوة قاله النووي ويحتمل أن يراد به المكان الخالي الذي ليس فيه أحد والمعنيان متقاربان لكنهما متغايران قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي حببت العزلة إليه ؛ لأن معها فراغ القلب وهي معينة على التفكر وبها ينقطع عن مألوفات البشر ، [ ص: 185 ] ويتخشع قلبه ، وقال بعضهم المواهب الربانية تكون مع العزلة ثم تلا قوله تعالى فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق الآية ، وقال النووي هو شأن الصالحين وعباد الله العارفين .
(الثانية عشرة) حراء بكسر الحاء المهملة وتخفيف الراء وبالمد وهو مصروف مذكر على الصحيح المشهور قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض فيه لغتان التذكير والتأنيث والتذكير أكثر فمن ذكره صرفه ومن أنثه لم يصرفه ، أراد البقعة أو الجهة التي فيها الجبل .
قال القاضي ، وقال بعضهم فيه حرى بفتح الحاء والقصر وهذا ليس بشيء ، قال أبو عمر الزاهد nindex.php?page=showalam&ids=14228والخطابي وغيرهما أصحاب الحديث والعوام يخطئون في حراء في ثلاثة مواضع يفتحون الحاء وهي مكسورة ويكسرون الراء وهي مفتوحة ويقصرون الألف وهي ممدودة ، وحراء جبل بينه وبين مكة ثلاثة أميال عن يسار الذاهب من مكة إلى منى ، وفي هذا الحديث فضيلة ظاهرة له .
(الثالثة عشرة) التحنث بالحاء المهملة والنون والثاء المثلثة فسره في الحديث بأنه التعبد وهو كذلك وأصل الحنث الإثم فمعنى يتحنث يتجنب الحنث فكأنه بعبادته يمنع نفسه من الإثم ومثله يتحرج يتجنب الحرج ويتأثم يتجنب الإثم ، وقوله الليالي ذوات العدد يتعلق بقوله يتحنث ظرف له أي يتحنث الليالي ولا يصح أن يتعلق بالتعبد فإنه يلزم عليه تقييد التحنث بكونه تعبدا ليالي ذوات عدد وليس كذلك بل هو التعبد وإن قل ، وهذا التفسير اعترض في أثناء كلام nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة وأصله فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد وتقدم من دلائل النبوة nindex.php?page=showalam&ids=13933للبيهقي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى حراء في كل عام شهرا من السنة ينسك فيه .
وكذا روى nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير مرسلا nindex.php?page=hadith&LINKID=846799كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في حراء من كل سنة شهرا ، وفي الصحيحين من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاورت بحراء شهرا فلما قضيت جواري نزلت ، وذكر الحديث فتبين بهذه الروايات أن تلك الليالي كانت شهرا .
(الرابعة عشرة) فيه أنه عليه الصلاة والسلام كان يتعبد قبل النبوة وليت شعري كيف تلك العبادة وأي أنواعها هي ؟ وعلى أي وجه فعلها ؟ يحتاج ذلك لنقل ولا أستحضره الآن ، وهل كان مكلفا قبل النبوة بشريعة [ ص: 186 ] أحد من الأنبياء المتقدمين أم لا وإنما كان يتعبد على سبيل التبرع ؟ هذه مسألة خلاف في الأصول ، رجح nindex.php?page=showalam&ids=12604القاضي أبو بكر الباقلاني المنع من ذلك وعزاه لجمهور المتكلمين ورجح nindex.php?page=showalam&ids=12671ابن الحاجب وغيره تكليفه بشرع من قبله وتوقف في ذلك nindex.php?page=showalam&ids=12441إمام الحرمين nindex.php?page=showalam&ids=14847والغزالي والآمدي وحيث قلنا بتكليفه بشرع من قبله فقيل هو آدم وقيل نوح وقيل إبراهيم وقيل موسى وقيل عيسى وقيل جميع الشرائع شرع له وغلط هذا القول فإن شرائعهم تختلف في الفروع فلو كلف بجميعها لزم أن يخاطب في الفعل الواحد بأمرين متنافيين وهو باطل ، فلعل مراد هذا القائل أنه مخير بين جميع الشرائع فيعمل بأيها شاء .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض ولا خلاف بين أهل التحقيق أنه قبل نبوته عليه السلام وسائر الأنبياء منشرح الصدر بالتوحيد والإيمان بالله لا يليق به الكفر ولا الشك في شيء من ذلك ولا الجهل به ولا خلاف في عصمتهم من ذلك خلافا لمن جوزه انتهى .
(الخامسة عشرة) قال بعضهم تزوده عليه الصلاة والسلام في تحنثه يرد قول الصوفية أن من أخلص لله عز وجل أنزل الله عليه طعاما والنبي عليه الصلاة والسلام كان أولى بهذه المنزلة ؛ لأنه أفضل البشر وكان يتزود .
(السادسة عشرة) قولها (ثم يرجع إلى nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة) هي بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب زوج النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة وهي أم أولاده كلهم إلا إبراهيم فإنه من مارية وهي أول أزواجه ولم يتزوج غيرها في حياتها وأقامت معه أربعا وعشرين سنة وأشهرا ثم توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين على الصحيح المشهور بعد وفاة أبي طالب بثلاثة أيام ، وهي أفضل أمهات المؤمنين على الصحيح المختار ، وقيل nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنهن أجمعين ، والمراد برجوعه إلى nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة الرجوع إلى منزله .
(السابعة عشرة) الضمير في قولها فيتزود لمثلها يعود إلى الليالي ويفهم من هذا الكلام أنه عليه الصلاة والسلام لم يكن يقتصر في المجاورة على شهر في السنة بل كان يتكرر ذلك منه ، وقد تقدم ما في ذلك ، والزاد كما قال أهل اللغة الطعام الذي يستصحبه المسافر .
(الثامنة عشرة) قولها حتى فجئه بكسر الجيم وبعدها همزة مفتوحة ، وفيه لغة ثانية فجأه بفتح الجيم والهمزة لغتان مشهورتان حكاهما [ ص: 187 ] nindex.php?page=showalam&ids=14042الجوهري وغيره ومعناه جاءه بغتة وهو كذلك فإنه عليه الصلاة والسلام لم يكن متوقعا للوحي ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري حتى جاءه الحق والمراد الأمر الحق وهو الوحي الكريم وكان ذلك في شهر رمضان كما تقدم في الرواية التي ذكرها من دلائل النبوة nindex.php?page=showalam&ids=13933للبيهقي وكان يوم الاثنين ففي صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=60أبي قتادة أنه عليه الصلاة والسلام nindex.php?page=hadith&LINKID=702353سئل عن صوم يوم الاثنين فقيل فيه ولدت وفيه أنزل علي .
(التاسعة عشرة) الغار بالغين المعجمة والمغار بزيادة ميم أوله والمغارة بزيادة ميم أوله وهاء آخره بمعنى واحد قال nindex.php?page=showalam&ids=14042الجوهري هو كالكهف في الجبل قال والكهف كالبيت المنقور في الجبل ، وقال في المحكم الغار كالكهف في الجبل .
وقال اللحياني هو شبه البيت فيه ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب هو المنخفض في الجبل وكل مطمئن من الأرض غار انتهى .
وقال ابن الأثير في النهاية هو الكهف زاد النووي والنقب في الجبل ، كذا في شرح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، وقال في شرح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هو النقب في الجبل وهو قريب من معنى الكهف .
(العشرون) فجاءه الملك هو بفتح اللام وهو جبريل هنا بلا خلاف .
(الحادية والعشرون) قوله فقلت ما أنا بقارئ قال النووي معناه لا أحسن القراءة فما نافية هذا هو الصواب ، وحكى nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض فيها خلافا بين العلماء منهم من جعلها نافية ومنهم من جعلها استفهامية وضعفوه بإدخال الباء في الخبر قال القاضي ويصحح قول من قال استفهامية رواية من روى ما أقرأ ، ويصح أن تكون " ما " في هذه الرواية أيضا نافية انتهى وكذا فسر السهيلي وغيره قوله ما أنا بقارئ ، بأن معناه ما أحسن القراءة ، ولا يتعين عندي مع النفي أن يكون هذا معناه فيحتمل أن جبريل عليه السلام أمره بقراءة ما يلقيه إليه فامتنع من ذلك ، وقال ما أنا بقارئ أي لا أطيعك في قراءة ما تلقيه إلي وتقرئني إياه ، ولهذا رتب عليه الغط ثلاث مرات فحينئذ وافق النبي صلى الله عليه وسلم على متابعته في القراءة فقرأ جبريل وتبعه النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك المقروء ويؤيد هذا أن الأول إنما يستمر على أن يكون جبريل عليه السلام يأمره بقراءة شيء من عنده غير الذي يلقيه إليه فحينئذ يحسن جواب النبي صلى الله عليه وسلم له بأني لا أحسن القراءة وهو بعيد فكيف يكلفه قراءة ولا قرآن عنده إنما يكلفه قراءة ما [ ص: 188 ] يلقيه إليه فامتنع النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك ثم أجاب إليه (فإن قلت) يلزم على ما ذكرته من الاحتمال محذور وهو مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم للملك فيما يأتيه به عن الله تعالى (قلت) لم يتحقق أولا أنه ملك ولا أنه المأمور به عن الله تعالى وتمام القصة مع nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة وورقة يدل على ذلك .
(الثانية والعشرون) قوله فغطني بالغين المعجمة والطاء المهملة معناه ضمني وعصرني يقال غطه وغته وضغطه وعصره وخنقه وغمزه كله بمعنى واحد ، وقوله حتى بلغ مني الجهد يجوز في الجيم الفتح والضم لغتان وهو الغاية والمشقة ويجوز في الدال النصب والرفع (فالأول) على أن فاعل بلغ ضمير يعود على جبريل أي بلغ جبريل مني الجهد .
(والثاني) على أن الجهد فاعل أي بلغ الجهد مني مبلغه وغايته .
قال النووي وممن ذكر الوجهين في نصب الدال ورفعها صاحب التحرير وغيره ، وقوله ثم أرسلني أي أطلقني قال النووي قال العلماء والحكمة في الغط شغله عن الالتفات ، والمبالغة في أمره بإحضار قلبه لما يقوله له وكرره ثلاثا مبالغة في التنبيه ففيه أنه ينبغي للمعلم أن يحتاط في تنبيه المتعلم وأمره بإحضار قلبه ، وقال السهيلي كأن في ذلك إظهارا للشدة والجد في الأمر وأن يأخذ الكتاب بقوة ويترك الأناة فإنه أمر ليس بالهوينى . قال وعلى رواية nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق أن ذلك كان في نومه يكون في تلك الغطات الثلاث من التأويل ثلاث شدائد يبتلى بها أولا ثم يأتي الفرج والروح ، وكذلك كان لقي هو وأصحابه شدة من الجوع في شعب الخيف حين تعاقدت قريش أن لا يبيعوا منهم ولا يتركوا ميرة تصل إليهم وشدة أخرى من الخوف والإيعاد بالقتل ، وشدة أخرى من الإجلاء عن أحب الأوطان إليه ثم كانت العاقبة للمتقين انتهى .
وعلى ما قدمته في الفائدة قبلها من الاحتمال تكون حكمة الغط إلزامه بالتلقي عنه والمتابعة له في القراءة والله تعالى أعلم .
(الثالثة والعشرون) قال السهيلي : انتزع بعض التابعين وهو nindex.php?page=showalam&ids=16097شريح القاضي من هذا أن لا يضرب الصبي على القرآن إلا ثلاثا كما غط جبريل محمدا عليهما السلام ثلاثا .
[ ص: 189 ] أن أول ما نزل من القرآن اقرأ ، وقد صح ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري nindex.php?page=showalam&ids=16531وعبيد بن عمير قال النووي وهو الصواب الذي عليه الجماهير من السلف والخلف ، وفيه قولان آخران .
(أحدهما) أن أول ما نزل يا أيها المدثر رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في صحيحه عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله nindex.php?page=showalam&ids=12031وأبي سلمة بن عبد الرحمن قال النووي وهو ضعيف بل باطل وإنما نزلت بعد فترة الوحي .
(ثانيهما) أن أول ما نزل سورة الفاتحة قال بعض المفسرين وورد فيه حديث رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في دلائل النبوة ، وقال هذا منقطع فإن كان محفوظا فيحتمل أن يكون خبرا عن نزولها بعد ما نزلت عليه اقرأ باسم ربك و يا أيها المدثر وقال النووي بعد ذكره هذا القول : بطلانه أظهر من أن يذكر .
(السادسة والعشرون) وقال أبو الحسن بن القصار من المالكية : فيه رد على nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في قوله إن (بسم الله الرحمن الرحيم) آية من كل سورة وهذه أول سورة نزلت عليه لم يذكر فيها بسم الله الرحمن الرحيم . قال النووي : وجواب المثبتين لها أنها لم تنزل أولا بل نزلت البسملة في وقت آخر كما نزل باقي السورة في وقت آخر ، وقال السهيلي في قوله اقرأ باسم ربك وجوب استفتاح القراءة ببسم الله غير أنه أمر مبهم لم يبين له بأي اسم من أسماء ربه يفتتح ؟ حتى جاء البيان بعد في قوله بسم الله مجراها ومرساها ثم قوله وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ثم كان بعد ذلك ينزل جبريل عليه السلام ببسم الله الرحمن الرحيم مع كل سورة ، وقد ثبتت في سواد المصحف بإجماع من الصحابة على ذلك فهي من القرآن ، قال ولا نلتزم قول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أنها آية من كل سورة ولا من الفاتحة بل هي آية من كتاب الله مقترنة مع السورة وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=15858داود nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة وهو قول بين القوة لمن أنصف ، (قلت) إذا كان جبريل عليه السلام نزل بها مع كل سورة فهي من السورة إذ ليست سورة منفردة بالإجماع وإلا يزيد عدد السور عما ذكروه زيادة كثيرة والله أعلم .
(السابعة والعشرون) قال السهيلي في قوله اقرأ باسم ربك أي إنك لا تقرأه بحولك ولا بصفة نفسك ولا بمعرفتك ولكن اقرأ مفتتحا باسم ربك مستعينا به فهو يعلمك كما خلقك وكما نزع عنك علق الدم ومغمز الشيطان بعد [ ص: 190 ] ما خلقه فيك كما خلقه في كل إنسان فالآيتان المتقدمتان لمحمد والآخرتان لأمته وهما قوله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ؛ لأنها كانت أمة أمية لا تكتب فصاروا أهل كتاب وأصحاب قلم ، فتعلموا القرآن بالقلم وتعلمه نبيهم تلقيا من جبريل نزل على قلبه بإذن الله ليكون من المرسلين انتهى .
(الثامنة والعشرون) قوله فرجع بها أي بالآيات المذكورة من قوله اقرأ إلى قوله يعلم ، والرجفان الاضطراب وشدة الحركة .
(التاسعة والعشرون) قوله بوادره كذا في رواية المصنف nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم في صحيحه وهو بفتح الباء الموحدة وكسر الدال بعدها راء مهملة جمع بادرة وهي اللحمة التي بين المنكب والعنق تضطرب عند فزع الإنسان قاله nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد وسائر أهل اللغة والغريب ، ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم أيضا يرجف فؤاده وهو القلب على المشهور وقيل باطنه وقيل غشاؤه وقيل عينه وقيل القلب مضغة من الفؤاد معلقة بالنياط ولا تنافي بين الروايتين فكأن الرجفان في البوادر والفؤاد ولعل رجفان الفؤاد ملازم لرجفان البوادر والله أعلم .
قال النووي وعلم nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة برجفان فؤاده والظاهر أنها رأته حقيقة ، ويجوز أنها لم تره وعلمته بقرائن وصورة الحال .
(الثلاثون) قوله زملوني زملوني كذا هو في الروايات مكررا مرتين ومعناه غطوني بالثياب ولفوني بها والروع بفتح الراء وبالعين المهملة الفزع .
(الحادية والثلاثون) قال بعضهم في كونه عليه الصلاة والسلام لم يخبر بشيء حتى ذهب عنه الروع دليل على أنه لا ينبغي أن يسأل الفازع عن شيء من أمره ما دام في حال فزعه ، وحكي عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وغيره أن المذعور لا يلزمه بيع ولا إقرار ولا غيره في حال فزعه .
(الثانية والثلاثون) قوله قد خشيت على نفسي قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض ليس هو بمعنى الشك فيما أتاه من الله لكنه ربما خشي أنه لا يقوى على مقاومة هذا الأمر ولا يقدر على حمل أعباء الوحي فتزهق نفسه أو يكون هذا لأول ما رأى التباشير في النوم واليقظة وسمع الصوت قبل لقاء الملك وتحققه رسالة ربه فيكون خاف أن يكون من الشيطان فأما منذ جاءه الملك برسالة ربه سبحانه وتعالى فلا يجوز عليه الشك فيه ولا يخشى من تسلط الشيطان عليه وعلى هذا [ ص: 191 ] الطريق يحمل جميع ما ورد من مثل هذا في حديث المبعث ، قال النووي في شرح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وهذا الاحتمال الثاني ضعيف ؛ لأنه خلاف تصريح الحديث بأن هذا كان بعد غط الملك وإتيانه باقرأ باسم ربك انتهى .
قال في شرح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بعد نقله كلام القاضي ويكون معنى خشيت على نفسي أنه يخبرها بما حصل له أولا من الخوف لا أنه في الحال خائف .
وقال السهيلي تكلم العلماء في معنى هذه الخشية بأقوال كثيرة فذهب nindex.php?page=showalam&ids=13779أبو بكر الإسماعيلي إلى أنها كانت قبل أن يحصل له العلم بأن الذي جاءه ملك من عند الله وكان أشق شيء عليه أن يقال عنه مجنون ، قال ولم ير الإسماعيلي أن هذا محال في مبدأ الأمر ؛ لأن العلم الضروري قد لا يحصل دفعة واحدة وضرب مثلا بالبيت من الشعر تسمع أوله فلا تدري أنظم هو أم نثر ، فإذا استمر الإنشاد علمت قطعا أنه قصد به قصد الشعر كذلك لما استمر الوحي واقترنت به القرائن المقتضية للعلم القطعي حصل العلم القطعي ، وقد أثنى الله عليه بهذا العلم ، فقال آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه إلى قوله وملائكته فإيمانه عليه السلام بالله وملائكته إيمان كسبي موعود عليه بالثواب الجزيل كما وعد على سائر أفعاله المكتسبة كانت من أفعال القلب أو الجوارح ، قال وقد قيل في قوله لقد خشيت على نفسي أي خشيت أن لا أنتهض بأعباء النبوة وأن أضعف عنها ثم أزال الله خشيته ورزقه الأيد والقوة والثبات والعصمة ، وقد قيل إن خشيته كانت من قومه أن يقتلوه ولا غرو فإنه بشر يخشى من القتل والإذاية الشديدة ما يخشاه البشر ثم يهون عليه الصبر في ذات الله كل خشية ويجلب إلى قلبه كل شجاعة وقوة انتهى .
(الرابعة والثلاثون) قولها كلا بفتح الكاف وتشديد اللام مقصور وهي هنا كلمة نفي وإبعاد وهو أحد معانيها ، وقد تكون بمعنى حقا وبمعنى الاستفتاحية ، وقولها أبشر يجوز فيه قطع الهمزة ووصلها يقال بشرته وأبشرته وبشرته بمعنى ثلاث لغات .
(الخامسة والثلاثون) قولها لا يخزيك الله ضبطناه في روايتنا بضم الياء المثناة من تحت وإسكان الخاء المعجمة وبعد الزاي ياء مثناة من تحت أيضا [ ص: 192 ] من الخزي وهو الفضيحة والهوان ، وقد عرفت أن روايتنا هي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر لكن nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في صحيحه رواه بهذا اللفظ من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17423يونس وعقيل ، ورواه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر بلفظ يحزنك بالحاء المهملة والنون ويجوز حينئذ فتح أوله وضم ثالثه ، وضم أوله وكسر ثالثه فإنه يقال من الحزن حزنه وأحزنه ثلاثي ورباعي هكذا ضبطه nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض والنووي عن روايات nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم رحمه الله فأما أن يكون وقع لهما في ذلك الخلل أو في ضبطنا أو عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر روايتان .
(السادسة والثلاثون) قولها إنك لتصل الرحم بكسر الهمزة على الابتداء قال النووي كذا الرواية وهو الصواب انتهى .
(السابعة والثلاثون) قولها وتصدق الحديث بفتح أوله وإسكان ثانيه وضم ثالثه يقال صدق الحديث وصدق في الحديث يتعدى بنفسه وبحرف الجر .
(الثامنة والثلاثون) الكل بفتح الكاف وتشديد اللام وأصله النقل ومنه قوله تعالى وهو كل على مولاه وهو من الكلال وهو الإعياء ويدخل في حمل الكل الإنفاق على الضعيف واليتيم والعيال وغير ذلك .
(التاسعة والثلاثون) قولها وتقري الضيف بفتح أوله يقال قريت الضيف أقريه بفتح الهمزة قرى بكسر القاف مقصور وبفتحها ممدود ويقال للطعام الذي يضيف به قرى بالكسر والقصر ويقال لفاعله قار كقاض .
(الأربعون) النوائب جمع نائبة وهي الحادثة وإنما قالت نوائب الحق ؛ لأن النائبة قد تكون في الخير ، وقد تكون في الشر قال لبيد
نـــوائب مــن خــير وشــر كلاهمــا فلا الخـــير ممــدود ولا الشــر لازب
.
(الحادية والأربعون) قال النووي قال العلماء معنى كلام nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة رضي الله عنها إنك لا يصيبك مكروه لما جعل الله فيهم من مكارم الأخلاق وكرم الشمائل وذكرت ضروبا من ذلك ، وفي هذا دلالة على أن مكارم الأخلاق وخصال الخير سبب للسلامة من مصارع السوء .
(الثانية والأربعون) فيه مدح الإنسان في وجهه في بعض الأحوال لمصلحة تقتضي ذلك قال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال وليس بمعارض [ ص: 193 ] لقوله عليه الصلاة والسلام احثوا التراب في وجوه المداحين وإنما أراد بذلك إذا مدحوا بالباطل وبما ليس في الممدوح .
(الخامسة والأربعون) قوله وهو ابن عم nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة يكتب بالألف فإنه ليس بين علمين .
(السادسة والأربعون) قولها وكان امرءا تنصر في الجاهلية أي صار نصرانيا وترك عبادة الأوثان وفارق طريق الجاهلية . والجاهلية ما كان قبل نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كانوا عليه من فاحش الجهالات قاله النووي (قلت) ظاهر كلامهم فيمن عاش من الصحابة رضي الله عنهم ستين سنة في الإسلام وستين سنة في الجاهلية كحكيم بن حزام وغيره أم مرادهم بالجاهلية ما قبل فشو الإسلام فإن هؤلاء المذكورين بهذه الصفة ماتوا سنة أربع وخمسين من الهجرة فسموا الزائد على ست سنين مما قبل الهجرة جاهلية لانتشار الجاهلية وفشو أمرها قبل فشو الإسلام والله أعلم .
(السابعة والأربعون) قولها وكان يكتب الكتاب العربي فكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب هكذا هو في روايتنا ورواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
قال النووي وكلاهما صحيح وحاصلهما أنه تمكن من معرفة دين النصارى بحيث صار يتصرف في الإنجيل فيكتب أي موضع شاء منه بالعبرانية إن شاء وبالعربية إن شاء والله أعلم .
(الثامنة والأربعون) قولها أي بفتح الهمزة وإسكان الياء حرف نداء للبعيد مسافة أو حكما فنادته نداء البعيد مع قربه ؛ لأنه في حكم البعيد لضرورة فإنه كان أعمى كما في الحديث ، وقولها ابن عم منصوب على النداء وهكذا في الصحيحين ، وفي رواية أخرى في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أي عم قال النووي وكلاهما صحيح ؛ لأنه ابن عمها حقيقة فإنه ورقة بن نوفل بن أسد وهي nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة بنت خويلد بن أسد وسمته عما مجازا للاحترام وهذه [ ص: 194 ] عادة العرب في آداب خطابهم يخاطب الصغير الكبير بيا عم احتراما له ورفعا لمرتبته ولا يحصل هذا الغرض بقولها يا ابن عم فعلى هذا تكون تكلمت باللفظين والله أعلم .
(التاسعة والأربعون) قول ورقة ابن أخي منصوب على النداء وحرف النداء محذوف أي يا ابن أخي والصحيح عند ابن مالك جواز حذف حرف النداء مع اسم الجنس على قلة وفاقا للكوفيين .
وقال البصريون لا يجوز ذلك إلا في شذوذ أو ضرورة .
(الخمسون) الناموس بالنون والسين المهملة المراد به هنا جبريل عليه السلام كما نقل النووي الاتفاق عليه قال الهروي سمي بذلك لأن الله تعالى خصه بالغيب والوحي ، قال أهل اللغة والغريب : الناموس في اللغة صاحب سر الخير والجاسوس صاحب سر الشر ويقال نمست السر بفتح النون والميم أنمسه بكسر الميم نمسا أي كتمته ونمست الرجل ونامسته ساررته .
(الحادية والخمسون) قوله الذي أنزل على موسى كذا في الصحيحين وغيرهما وهو المشهور قال النووي ورويناه في غير الصحيح نزل على عيسى وكلاهما صحيح انتهى .
وقال السهيلي إنما ذكر موسى ولم يذكر عيسى وهو أقرب ؛ لأن ورقة كان قد تنصر والنصارى لا يقولون في عيسى إنه نبي يأتيه جبريل إنما يقولون فيه أقنوما من الأقانيم الثلاثة اللاهوتية حل بناسوت المسيح واتحد به على اختلاف بينهم في ذلك الحلول ؛ وهو أقنوم الكلمة والكلمة عندهم عبارة عن العلم فلذلك كان المسيح في علمهم يعلم الغيب ويخبر بما في غد ، فلما كان هذا من مذهب النصارى الكذبة على الله المدعين المحال عدل عن عيسى إلى موسى لاعتقاده أن جبريل كان ينزل على موسى لكن ورقة قد ثبت إيمانه بمحمد عليه الصلاة والسلام ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي أنه عليه الصلاة والسلام رآه في المنام وعليه ثياب بيض (قلت) ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=12201أبو يعلى الموصلي وأبو بكر البزار في مسنديهما من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16878مجالد عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله nindex.php?page=hadith&LINKID=943122أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ورقة بن نوفل ، فقال أبصرته في بطنان الجنة عليه سندس ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار أيضا بإسناد صحيح من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=890916لا تسبوا ورقة فإني رأيت له جنة أو جنتين والظاهر أن ورقة لم يكن متمسكا بالمبدل من النصرانية [ ص: 195 ] وإنما كان متمسكا بالصحيح منها الذي هو على الحق فلم يكن يعتقد هذا الاعتقاد فيحتمل عندي أن يجاب عن ذكر موسى دون عيسى عليهما السلام بأن جبريل عليه السلام جاء لموسى بشريعة مبتدأة غير مبنية على شريعة قبلها وكذا كان مجيئه لمحمد صلى الله عليه وسلم بخلاف عيسى فإنه إنما جاءه بشريعة مقررة للشريعة التي قبلها وهي شريعة موسى لا تخالفها إلا في يسير من الأحكام ولعل هذا هو السبب في قول الجن المستمعين للقرآن إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى فذكروا موسى ولم يذكروا عيسى وهو أقرب وهو نظير هذا الحديث سواء والله أعلم .
(الثانية والخمسون) قوله يا ليتني فيها أي في أيام النبوة ومدتها قاله النووي ويحتمل أن يريد أيام المحاربة والدعوة فإنه قد أدرك مبدأ النبوة ، وقوله جذعا بالجيم والذال المعجمة يعني شابا قويا حتى أبالغ في نصرتك ، والأصل في الجذع للدواب وهو هنا استعارة والرواية عند المصنف ، وفي الصحيحين وغيرهما جذعا بالنصب قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13486ابن ماهان في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم (جذع) بالرفع .
وكذلك هو في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13722الأصيلي في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وهذه الرواية ظاهرة التوجيه وأما النصب فاختلف العلماء في توجيهه ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي والمازري وغيرهما نصب على أنه خبر كان المحذوفة تقديره ليتني أكون فيها جذعا وهذا يجيء على مذهب الكوفيين (قلت) واختار ابن مالك جوازه على قلة وإن لم يكن ذلك بعد أن ولو ، ومنه قول الشاعر
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض : الظاهر عندي أنه منصوب على الحال وخبر ليت قوله : فيها . قال النووي وهذا الذي اختاره القاضي هو الصحيح الذي اختاره أهل التحقيق والمعرفة من شيوخنا وغيرهم ممن يعتمد .
(الثالثة والخمسون) قوله أكون حيا حين يخرجك قومك أي يضطرونك للخروج كما وقع في الهجرة إلى المدينة فإنهم لم يباشروا إخراجه بل حرصوا على عدم خروجه ولكنهم اضطروه إلى ذلك بما فعلوه معه من الأذى ومنعه إقامة الدين وعبادة ربه ، وفي التنزيل وكأين من قرية هي ) [ ص: 196 ] أشد قوة من قريتك التي أخرجتك
(الرابعة والخمسون) قوله أو مخرجي هم بفتح الهمزة والواو وكسر الجيم وفتح الياء وتشديدها وهو جمع مخرج وأصله مخرجوي فأدغمت الواو في الياء فالياء الأولى ياء الجمع والثانية ضمير المتكلم وفتحت للتخفف لئلا تجتمع الكسرة والياءان بعد كسرتين قال النووي هكذا الرواية ويجوز تخفيف الياء على وجه والصحيح المشهور تشديدها وهو مثل قوله تعالى بمصرخي
(الخامسة والخمسون) قول ورقة نعم يحتمل أن يكون علمه من كتب أهل الكتاب وعلمائهم فقاله بنقل ، ويحتمل أنه قاله باستقراء وتجربة فعلى الأول قوله nindex.php?page=hadith&LINKID=657239لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي خرج مخرج التسلية له وأن هذا شأن الأنبياء قبلك أذى قومهم لهم وصبرهم على ذلك ، وعلى الثاني يكون هذا الكلام خرج مخرج الدليل والاستشهاد بصحة ما قاله .
(السادسة والخمسون) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق أن ورقة قال لتكذبنه ولتؤذينه ولتخرجنه ، فقال أو مخرجي هم ، فقال السهيلي في هذا دليل على حب الوطن وشدة مفارقته على النفس فإنه قال له لتكذبنه فلم يقل شيئا ثم قال ولتؤذينه فلم يقل له شيئا ثم قال ولتخرجنه ، فقال أو مخرجي هم قال وأيضا فإنه حرم الله وجوار بيته وبلدة أبيه إسماعيل ؛ فلذلك تحركت نفسه عند ذكر الخروج منه ما لم تتحرك قبل ذلك قال والموضع الدال على تحرك النفس وتحرقها إدخال الواو بعد ألف الاستفهام مع اختصاص الإخراج بالسؤال عنه وذلك أن الواو ترد إلى الكلام المتقدم وتشعر المخاطب بأن الاستفهام على جهة الإنكار أو التكلف لكلامه والتألم منه انتهى .
وقال النووي في شرح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري استبعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرجوه من غير سبب فإنه لم يكن منه فيما مضى ولا فيما بعده سبب يقتضي إخراجا بل كانت منه الأسباب المتكاثرات والمحاسن المتظاهرات الموجبات إكرامه وإنزاله بأعلى الدرجات انتهى .
(السابعة والخمسون) قوله وإن يدركني يومك كذا في رواية المصنف والصحيحين وغيرهما .
، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق إن أدرك ذلك اليوم قال السهيلي والأول هو القياس ؛ لأن ورقة سابق بالوجود والسابق هو الذي يدركه من يأتي بعده كما جاء أشقى الناس من أدركته [ ص: 197 ] الساعة وهو حي قال ورواية nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق لها أيضا وجه ؛ لأن المعنى إن أر ذلك اليوم فسمى رؤيته إدراكا ، وفي التنزيل لا تدركه الأبصار أي لا تراه على أحد القولين انتهى .
وقوله يومك أي وقت إخراجك أو وقت انتشار نبوتك .
(الثامنة والخمسون) قوله مؤزرا بضم الميم وفتح الهمزة والزاي وتشديدها وبعدها راء مهملة أي قويا بالغا من الأزر وهو القوة والعون ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض كذا جاءت الرواية مؤزرا قال بعضهم أصله موزرا ؛ لأنه من وازرت أي عاونت ويقال فيه آزرت قال ويحتمل أن الألف سقطت إذ لا أصل لمؤزر في الكلام ، ورجح nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض الأول قال ولو كان على ما ذهب إليه هذا القائل لكان صواب الكلام مؤزرا بكسر الزاي ، وذكر في المشارق أن قوله مؤزرا يهمز ويسهل .
(التاسعة والخمسون) قال والدي رحمه الله في نكت nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح ينبغي أن يقال إن أول من آمن من الرجال ورقة بن نوفل لهذا الحديث فإن فيه أن الوحي نزل في حياة ورقة وأنه آمن به وصدقه ، وذكره في الصحابة nindex.php?page=showalam&ids=13568أبو عبد الله بن منده ، وقال اختلف في إسلامه قال والدي وما تقدم من الأحاديث يدل على إسلامه .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14070أبو عبد الله الحاكم لا أعلم خلافا بين أصحاب التواريخ أن nindex.php?page=showalam&ids=8عليا أولهم إسلاما وأنكر هذا الإجماع على nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ، وذهب آخرون إلى أن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر الصديق أول الصحابة إسلاما وقيل nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة وادعى nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي اتفاق العلماء على أن أول من أسلم nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة وأن اختلافهم إنما هو في أول من أسلم بعدها قال الشيخ nindex.php?page=showalam&ids=12795أبو عمرو بن الصلاح والأورع أن يقال أول من أسلم من الرجال الأحرار nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ومن الصبيان الأحداث nindex.php?page=showalam&ids=8علي ومن النساء nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة ومن الموالي زيد ومن العبيد nindex.php?page=showalam&ids=115بلال والله أعلم .
(الستون) (إن قلت) ما وجه إيراد المصنف رحمه الله هذا الحديث في هذا الباب وليس فيه ذكر اعتكاف ولا مجاورة وإنما فيه التعبد بحراء ولا يلزم من التعبد الاعتكاف فالأعم لا يدل على الأخص (قلت) قد تبين بغير [ ص: 198 ] هذه الرواية أنه كان يجاور به ففي الصحيحين من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاورت بحراء شهرا فلما قضيت جواري نزلت ، وذكر الحديث ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير مرسلا nindex.php?page=hadith&LINKID=846799كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في حراء من كل سنة شهرا ، وقد تقدم ذكر ذلك وتقدم الخلاف في أن المجاورة بمعنى الاعتكاف أم لا ، فإن كانت بمعنى الاعتكاف فالحديث حينئذ مطابق للتبويب ثم يحتمل أن يكون ذلك المكان من حراء مسجدا ويحتمل أن يحتج به من يجوز اعتكاف الرجل في مسجد بيته وهو المكان المهيأ للصلاة فيه وإن كان معنى المجاورة غير معنى الاعتكاف فالمجاورة مذكورة في تبويب المصنف أيضا ، ولذلك صرح بذكرها في التبويب وعطفها على الاعتكاف . والله أعلم .