(الثانية) قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض هذا تعظيم لأمر الجهاد جدا لأن الصلاة والصيام والقيام بآيات الله أفضل الأعمال فقد عدلها المجاهد ، وصارت جميع حالاته من تقلبه في تصرفاته من أكله ونومه وبيعه وشرائه لما يحتاجه ، وأجره في ذلك كأجر المثابر على الصوم والصلاة ، وتلاوة كتاب الله الذي لا يفتر ، وقليل ما يقدر عليه ، ولذلك قال لا تستطيعونه ، وفيه أن الفضائل لا تدرك بالقياس ، وإنما هي من الله عطاء وإحسان قلت المجاهد في جميع حالاته في عبادة مع المشقة البدنية والقلبية ، ومخاطرته بنفسه التي هي أعز الأشياء عنده ، وبذله لها في رضى الله تعالى .
(الثالثة) قوله (حتى ترجع) الظاهر أنه أراد به انتهاء رجوعه إلى وطنه ، وأكد بهذه الغاية استيعاب هذا الفضل جميع حالاته بحيث لا يخرج في حالة من الأحوال عن كونه مثل الصائم القائم الدائم ، ويحتمل أن المراد ابتداء رجوعه ، وهو بعيد .
(الرابعة) فيه أن الجهاد أفضل الأعمال لأنه شبه المجاهد في حالة الجهاد ، وفي وسائله ومقدماته بحالة من لا يفتر من صلاة وصيام وقراءة فكان هو بمفرده كهذه الأعمال بمجموعها ، وهو قياس قول القاضي حسين من أصحابنا أن الحج أفضل الأعمال لاشتماله على عمل البدن ، والمال ، وقال ابن دقيق العيد في شرح العمدة القياس يقتضي أن الجهاد أفضل الأعمال التي هي [ ص: 194 ] وسائل فإن العبادات على قسمين مقصود لنفسه ، ووسيلة إلى غيره ، وفضيلة الوسيلة بحسب فضيلة المتوسل إليه ، والجهاد وسيلة إلى إعلان الدين ونشره وإخمال الكفر ودحضه ففضيلته بحسب فضيلة ذلك .