(الأولى) أخرجه من الطريق الأولى nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=17080، ومسلم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة ، مختصرا بلفظ سئل عن أطفال المشركين عمن يموت منهم صغيرا فقال الله أعلم بما كانوا عاملين كلاهما عنnindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وأخرجه من الطريق الثانية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080، ومسلم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ الملة ، وفي لفظ له هذه الملة حتى يبين عنه لسانه ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا من طريق الدراوردي عن العلاء عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وفيه فإن كانا مسلمين فمسلم .
(الثانية) اختلف في المراد بالفطرة هنا على أقوال (أحدها) أن المراد الخلقة فإن الفطر بمعنى الخلق ، والمراد الخلقة المعروفة الأولى المخالفة لخلق البهائم أي على خلقة يعرف بها ربه إذا بلغ مبلغ المعرفة ؛ ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر عن جماعة من أهل الفقه والنظر قال : وأنكروا أن يفطر المولود على كفر أو إيمان ، وإنما يعتقد ذلك بعد البلوغ إذا ميز . ولو فطر في أول أمره على شيء ما انتقل عنه [ ص: 226 ] وقد نجدهم يؤمنون ثم يكفرون ، ومحال أن يعقل الطفل حال ولادته كفرا أو إيمانا ، والله تعالى يقول والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا فمن لا يعلم شيئا استحال منه الكفر والإيمان قال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر . هذا القول أصح ما قيل في ذلك .
(القول الثاني) أن المراد هنا الإسلام حكاه nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=12300، والزهري ، وغيرهما .
وقال هؤلاء هذا هو المعروف عند عامة السلف من أهل العلم بالتأويل فقد أجمعوا في قول الله تعالى فطرت الله التي فطر الناس عليها أنها دين الإسلام واحتجوا بقول nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في هذا الحديث اقرءوا إن شئتم فطرت الله التي فطر الناس عليها ، واحتجوا بقوله في حديث عياض بن حماد إن الله خلق آدم وبنيه حنفاء مسلمين .
ثم رده nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر بأن الإسلام مستحيل من الطفل ، وقرر nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري ذلك بأن المراد بالفطرة ما أخذ عليهم في صلب آدم يوم ألست بربكم وأن الولادة تقع عليها حتى يقع التعبير بالأبوين ، وقرره أبو العباس القرطبي بأن الله تعالى خلق قلوب بني آدم مؤهلة لقبول الحق كما خلق أعينهم وأسماعهم قابلة للمرئيات والمسموعات فما دامت على ذلك القبول ، وعلى تلك الأهلية أدركت الحق ودين الإسلام ، وصحح هذا أبو العباس القرطبي بقوله في الرواية التي قدمناها من عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم على هذه الملة .
وهي إشارة إلى ملة الإسلام قال : وقد جاء ذلك مصرحا به في الصحيح جبل الله الخلق على معرفته فاجتالتهم الشياطين .
وفي معنى ذلك قول النووي الأصح أن معناه أن كل مولود يولد متهيأ للإسلام فمن كان أبواه أو أحدهما مسلما استمر على الإسلام في أحكام الآخرة والدنيا ، وإن كان أبواه كافرين جرى عليه حكمهما فيتبعهما في أحكام الدنيا ، وهذا معنى يهودانه وينصرانه أي يحكم له بحكمهما في الدنيا فإن بلغ استمر عليه حكم الكفر فإن سبقت له سعادة أسلم وإلا مات على كفره ، انتهى .
(القول الثالث) أن المراد البداءة التي ابتدأهم عليها أي على ما فطر الله عليه خلقه من أنه ابتدأهم للحياة ، والموت ، والشقاء ، والسعادة قال nindex.php?page=showalam&ids=17032محمد بن نصر المروزي ، وهذا المذهب سببه ما حكاه nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد عن nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك أنه سئل عن قول النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=688677كل مولود يولد على الفطرة فقال يفسره الحديث الآخر حين [ ص: 227 ] سئل عن أطفال المشركين فقال الله أعلم بما كانوا عاملين .
قال : وقد كان nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل يذهب إلى هذا القول ثم تركه ، وقال ابنه nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله ما رسمه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في الموطإ ، وذكره في أبواب القدر فيه من الآثار ما يدل على أن مذهبه في ذلك نحو هذا القول (القول الرابع) أن معناه أن الله تعالى قد فطرهم على الإنكار ، والمعرفة ، وعلى الكفر والإيمان فأخذ من ذرية آدم عليه السلام الميثاق حين خلقهم فقال ألست بربكم قالوا جميعا (بلى) فأما أهل السعادة فقالوا بلى على معرفة له طوعا من قلوبهم ، وأما أهل الشقاوة فقالوا بلى كرها لا طوعا قال nindex.php?page=showalam&ids=17032محمد بن نصر المروزي ، وسمعت nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه يذهب إلى هذا المعنى ، واحتج بقول nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة اقرءوا إن شئتم فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله قال nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق يقول لا تبديل لخلقته التي جبل عليها ولد آدم كلهم يعني من الكفر ، والإيمان ، والمعرفة ، والإنكار .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق فهذا الأصل الذي يعتمد عليه أهل العلم قال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر إن أراد هؤلاء أن الله خلق الأطفال ، وأخرجهم من بطون أمهاتهم ليعرف منهم العارف ويعترف فيؤمن ، وينكر منهم المنكر فيكفر كما سبق له القضاء ، وذلك في حين يصح منهم فيه الإيمان ، والكفر فذلك ما قلنا ، وإن أرادوا أن الطفل يولد عارفا مقرا مؤمنا وعارفا جاحدا كافرا في حين ولادته فهذا يكذبه العيان والعقل قال ، وقول nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق في هذا الباب لا يرضاه الحذاق الفهماء من أهل السنة .
وإنما هو قول المجبرة .
(القول الخامس) أن معناه ما أخذ الله من ذرية آدم من الميثاق قبل أن يخرجوا إلى الدنيا يوم استخرج ذرية آدم من ظهره فخاطبهم ألست بربكم قالوا بلى فأقروا له جميعا بالربوبية عن معرفة منهم به ثم أخرجهم من أصلاب آبائهم مخلوقين مطبوعين على تلك المعرفة ، وذلك الإقرار قالوا ، وليست تلك المعرفة بإيمان [ ص: 228 ] ولا ذلك الإقرار بإيمان ، ولكنه إقرار من الطبيعة للرب فطرة ألزمها قلوبهم ثم أرسل إليهم الرسل فدعوهم إلى الاعتراف له بالربوبية فمنهم من أنكر بعد المعرفة لأنه لم يكن الله ليدعو خلقه إلى الإيمان به ، وهو لم يعرفهم نفسه ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في سننه عن حماد بن سليم أنه سئل عن هذا الحديث فقال هذا عندنا حيث أخذ العهد عليهم في أصلاب آبائهم حين قال ألست بربكم قالوا بلى
(القول السادس) أن المراد بالفطرة ما يقلب الله قلوب الخلق إليه بما يريد فقد يكفر العبد ثم يؤمن فيموت مؤمنا ، وقد يؤمن ثم يكفر فيموت كافرا ، وقد يكفر ثم لا يزال على كفره حتى يموت عليه ، وقد يكون مؤمنا حتى يموت على الإيمان فالفطرة عند هؤلاء ما قدره الله على عباده من أول أحوالهم إلى آخرها سواء كانت حالة واحدة لا تنتقل أو حالا بعد حال قال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر ، وهذا وإن كان صحيحا في الأصل فإنه أضعف الأقاويل من جهة اللغة في معنى الفطرة حكاها كلها nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر ، وغيره .
(القول السابع) أن المراد بالفطرة ملة أبيه أي دينه بمعنى أن له حكمه حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد القاسم بن سلام سألت nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد بن الحسن عن هذا الحديث فقال كان هذا في أول الإسلام قبل أن تنزل الفرائض ، وقبل الأمر بالجهاد قال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد كأنه يعني أنه لو كان يولد على الفطرة ثم مات قبل أن يهوده أبواه أو ينصرانه لم يرثهما ، ولم يرثاه لأنه مسلم وهما كافران ، ولما جاز أن يسبى فلما فرضت الفرائض ، وتقررت السنن على خلاف ذلك علم أنه يولد على دينهما انتهى .
وهذا يوافق القول الثاني أن المراد بالفطرة الإسلام لله وجعله منسوخا لما ذكره ، والحق أنه لا يحتاج فيه إلى دعوى النسخ لأنه وإن كان معناه الولادة على الإسلام فقد أخبر في بقيته أن أبويه يهودانه وينصرانه أي يثبت له حكمهما بطريق التبعية فالحكم بإسلامه هو الباطن ويهوديته أو نصرانيته هو في الظاهر .
(الثالثة) حكى nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر عن طائفة أنه ليس في هذا الحديث ما يقتضي العموم ، وأن معناه أن كل من ولد على الفطرة ، وكان أبواه على غير الإسلام هوداه أو نصراه أو مجساه قالوا : وليس معناه أن جميع المولودين يولدون على الفطرة بل المعنى أن المولود على الفطرة بين الأبوين الكافرين يكفرانه ، وكذا من يولد على الفطرة ، وكان أبواه كافرين حكم له بحكمهما في صغره حتى يبلغ فيكون له حكم نفسه حينئذ لا حكم أبويه ، واحتج هؤلاء بحديث الغلام الذي قتله الخضر فإنه لم يولد على الفطرة بل طبع كافرا .
(الرابعة) قوله فأبواه يهودانه وينصرانه يحتمل أن يكون بطريق العقل ، والتعليم ، والتسبيب ، ويحتمل أن يكون بالتبعية حكما ، وإن لم يقع ذلك فعلا ، وفيه على الثاني تبعية الصغير لأبويه الكافرين في حكم الكفر ، وهو كذلك بالإجماع ، والواو في قوله وينصرانه بمعنى أو لأن الأبوين لا يفعلان الأمرين معا ، وإنما يفعلان أحدهما .
(الخامسة) قوله كما تناتج الإبل أي تتناتج فحذف إحدى التاءين تخفيفا وقوله جمعاء بفتح الجيم ، وإسكان الميم ، وبالمد أي مجتمعة الأعضاء سليمة من النقص ، وقوله هل تحس بضم أوله وكسر ثانيه وتشديد ثالثه من الإحساس ، وهو الإدراك بأحد الحواس ، وقوله جدعاء بفتح الجيم ، وإسكان الدال المهملة ، وبالمد أي مقطوعة الأذن أو غيرها من الأعضاء ، ومعناه أن البهيمة تلد البهيمة كاملة الأعضاء لا نقص فيها ، وإنما يحصل فيها النقص ، والجدع بعد ولادتها فكذلك يخرج المولود [ ص: 230 ] سليما من الكفر ، وإنما يطرأ له ذلك بعد ، وقوله في الرواية الثانية تنتجون بضم أوله ، وإسكان ثانيه ، وفتح ثالثه .
وقوله الإبل منصوب على المفعولية ، وهذا الفعل مبني للفاعل ، وإن كانت صيغته صيغة المبني للمفعول ، وقول أبي العباس القرطبي إنه مبني لما لم يسم فاعله إن أراد في الصورة ، وإلا فهو ، وهم فقد ذكر فاعله معه .
(السادسة) قوله يا رسول الله أفرأيت من يموت وهو صغير هذا السؤال إنما هو عن أولاد المشركين ، وقد صرح بذلك في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وكلاهما في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080، ومسلم ، وقوله الله أعلم بما كانوا عاملين .
وحكى النووي الأول عن إجماع من يعتد به من علماء المسلمين ، والتوقف عن بعض من لا يعتد به ، وقال ، وأجاب العلماء عن حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة بأنه لعله نهاها عن التسرع إلى القطع من غير أن يكون عندها دليل قاطع كما أنكر على nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص قوله إني لا أراه مؤمنا قال أو مسلما الحديث .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري أن بعضهم ينكر الخلاف في ذلك لقوله تعالى واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم قال وبعض المتكلمين يقف فيهم ، ولا يرى نصا قاطعا بكونهم في الجنة ، ولم يثبت عنده الإجماع فيقول به ، واستثنى قبل ذلك من الخلاف أولاد الأنبياء عليهم السلام [ ص: 231 ] وقال قد تقرر الإجماع على أنهم في الجنة ، وحكى nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر التوقف في أولاد المسلمين عن جماعة كثيرة من أهل الفقه ، والحديث منهم nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد nindex.php?page=showalam&ids=15744، وحماد بن سلمة nindex.php?page=showalam&ids=16418، وابن المبارك nindex.php?page=showalam&ids=12418، وإسحاق بن راهويه ، وغيرهم .
قال : وهو نسبة ما رسمه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في أبواب القدر من موطآته ، وما أورد في ذلك من الأحاديث ، وعلى ذلك أكثر أصحابه ، وليس عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك فيه شيء منصوص إلا أن المتأخرين من أصحابه ذهبوا إلى أن أطفال المسلمين في الجنة انتهى .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في سننه عن nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب قال (سمعت nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا قيل له إن أهل الأهواء يحتجون علينا بهذا الحديث قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك احتج عليهم بآخره قالوا أرأيت من يموت وهو صغير قال الله أعلم بما كانوا عاملين) وأما أطفال المشركين ففيهم مذاهب :
(أحدها) أنهم في النار تبعا لآبائهم .
(والثاني) أنهم في الجنة .
(والثالث) التوقف فيهم .
(والرابع) أنهم يمتحنون في الآخرة ، وقد ورد هذا في حديث روي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=913562في الهالك في الفترة والمعتوه والمولود الحديث . وفيه يقول المولود رب لم أدرك العقل قال فترتفع لهم نار فيقال ردوها وادخلوها قال فيردها أو يدخلها من كان في علم الله سعيدا لو أدرك العمل ، ويمسك عنها من كان في علم الله شقيا لو أدرك العمل قال فيقول الله تعالى إياي عصيتم فكيف رسلي لو أتتكم . وروي موقوفا على nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد ، وروي أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس nindex.php?page=showalam&ids=32، ومعاذ بن جبل والأسود بن سريع nindex.php?page=showalam&ids=3، وأبي هريرة وثوبان قال nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر ، والأحاديث في ذلك من أحاديث الشيوخ ، وفيها علاوات ليست من أحاديث الأئمة الفقهاء ، وهو أصل عظيم ، والقطع فيه بمثل هذه الأحاديث ضعيف في العلة والنظر مع أنه قد عارضها ما هو أقوى منها انتهى .
ومنها قوله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ولا يتوجه على المولود التكليف ، ويلزمه قول الرسول حتى يبلغ ، وهذا متفق عليه قال : والجواب عن حديث والله أعلم بما كانوا عاملين أنه ليس فيه تصريح بأنهم في النار ، وحقيقة لفظه الله أعلم بما كانوا يعملون لو بلغوا ، والتكليف لا يكون إلا بالبلوغ ، وأما غلام الخضر فيجب تأويله قطعا لأن أبويه كانا مؤمنين فيكون هو مسلما فيتأول على أن معناه أن الله علم أنه لو بلغ لكان كافرا لا أنه كافر في الحال ، ولا تجري عليه في الحال أحكام الكفار انتهى .
وسفك دمه في الحال غير سائغ في شريعتنا ، ولا أظنه كان في شريعة موسى عليه السلام ، ولهذا أنكره ، وإنما هو شريعة الخضر عليه السلام فهي شريعة منسوخة لا يجوز التمسك بها على أن بعضهم ذكر أن هذا الغلام كان قد بلغ ، وكان قاطع طريق ، ووصفه بأنه غلام ليس صريحا في أنه لم يبلغ ففي الحديث عن عبد الملك بن ربيعة قال اجتمعت أنا ، والفضل بن عباس ، ونحن غلامان شابان قد بلغنا ، ولكنه قول بعيد منكر ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر في التمهيد عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت سألت nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة النبي صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين فقال هم مع آبائهم ثم سألته بعد ذلك فقال الله أعلم بما كانوا عاملين ، ثم سألته بعدما استحكم الإسلام فنزلت ألا تزر وازرة وزر أخرى فقال هم على الفطرة أو قال في الجنة . وعن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=3502653سألت ربي اللاهين من ذرية البشر فأعطانيهم أن لا يعذبهم ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس مرفوعا أيضا nindex.php?page=hadith&LINKID=974727وأولاد المشركين خدم أهل الجنة . وعن nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان موقوفا (أطفال المشركين خدم أهل الجنة) .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال (لا يزال أمر هذه الأمة مواتيا أو متقاربا أو كلمة تشير إلى هذين حتى يتكلموا أو ينظروا في الأطفال والقدر ؛ قال nindex.php?page=showalam&ids=17294يحيى بن آدم فذكرته nindex.php?page=showalam&ids=16418لابن المبارك فقال أفيسكت الإنسان على الجهل ؟ قلت فتأمر بالكلام فسكت) . وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13331ابن عبد البر [ ص: 233 ] أيضا عن ابن عون قال (كنت عند nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم بن محمد إذ جاءه رجل فقال ماذا كان بين فلان وبين حفص بن عمر في أولاد المشركين قال : وتكلم ربيعة الرأي في ذلك فقال nindex.php?page=showalam&ids=14946القاسم : إذا الله انتهى عن شيء فانتهوا وقفوا عنده قال فكأنما كانت نارا فانطفأت) .
(السابعة) استدل به على أن الولد الصغير يتبع أبويه في الإسلام والكفر ، وقد عرفت أن في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم فإن كانا مسلمين فمسلم ، وقد أجمع المسلمون على ذلك إنما اختلفوا فيما إذا أسلم أحد أبويه فقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد ، والجمهور يتبع أيهما أسلم سواء كان هو الأب أو الأم ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك يتبع أباه خاصة دون أمه حتى لو أسلمت أمه وأبوه كافر استمر على الحكم له بالكفر .
واختلفوا أيضا فيما إذا سبي ، وليس معه أحد أبويه فقال الجمهور أيضا يتبع السابي فإذا كان مسلما فهو مسلم ، ولو كان أبواه كافرين حيين ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك هو على حاله من الحكم عليه بالكفر ، ولو انفرد عنهما حتى يسلم استقلالا بعد البلوغ