(الأولى) أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من هذا الوجه واتفق عليه الشيخان nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
(الثانية) قوله استوقد نارا أي أوقدها والسين والتاء زائدتان .
(الثالثة) الفراش بفتح الفاء قال nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري قال nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء هو غوغاء الجراد الذي يفترش ويتراكم وقال غيره الذي يتساقط في النار والسراج وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض قال nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل هو الذي يطير كالبعوض وقال غيره ما نراه كصغار البق يتهافت في النار واقتصر النووي على نقل ما ذكره القاضي واقتصر nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي على نقل ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=15140المازري ، ثم قال إن الثاني أشبه بما في الحديث (قلت) وهو الذي ذكره صاحبا الصحاح والنهاية وقال في المحكم الفراش دواب مثل البعوض واحدتها فراشة والفراشة الخفيف الطياش من الرجال انتهى .
(الرابعة) قوله يتقحمن بياء مثناة من تحت ، ثم تاء مثناة من فوق ، ثم قاف مفتوحة ، ثم حاء مهملة مفتوحة مشددة والتقحم الإقدام والوقوع في الأمور الشاقة من غير تثبت ولا ترو .
(الخامسة) قوله أنا آخذ بحجزكم قال النووي روي بوجهين :
(أحدهما) اسم [ ص: 223 ] فاعل بكسر الخاء وتنوين الذال (والثاني) فعل مضارع بضم الخاء بلا تنوين والأول أشهر وهما صحيحان .
(السادسة) قوله بحجزكم بضم الحاء المهملة وفتح الجيم جمع حجزة بضم الحاء وإسكان الجيم وهي معقد الإزار والسراويل يقال تحاجز القوم أخذ بعضهم بحجزة بعض وإذا أراد الرجل إمساك من يخاف سقوطه أخذه بذلك الموضع منه .
(السابعة) قوله هلم بفتح الهاء وضم اللام وفتح الميم وتشديدها قال في الصحاح هو بمعنى تعال قال nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل أصله لم من قولهم لم الله شعثه أي : جمعه كأنه أراد لم نفسك إلينا أي اقرب وها للتنبيه وإنما حذفت ألفها لكثرة الاستعمال وجعلا اسما واحدا يستوي فيه الواحد والجمع والتأنيث في لغة أهل الحجاز قال الله تعالى والقائلين لإخوانهم هلم إلينا وأهل نجد يصرفونها فيقولون للاثنين هلما وللجمع هلموا وللمرأة هلمي بكسر الميم ، وفي التثنية هلما للمؤنث والمذكر جميعا وهلممن يا رجال بضم الميم وهلممنان يا نسوة وحكي في المحكم عن nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه أنه لا تدخل النون الخفيفة ولا الثقيلة عليها لأنها ليست بفعل وإنما هي اسم فعل قال يريد أن النون إنما تدخل الأفعال دون الأسماء .
وأما في لغة بني تميم فتدخلها الخفيفة والثقيلة لأنهم قد أجروها مجرى الفعل وقال في المحكم قبل ذلك وهذه الكلمة مركبة من ها التي للتنبيه ومن لم ، ولكنها قد استعملت استعمال الكلمة المفردة والبسيطة انتهى .
وقوله في الحديث هلم عن النار معمول لقول محذوف تقديره قائلا هلم عن النار ، وقد كرر هذه اللفظة في روايتنا ثلاثا للتأكيد واقتصر في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من هذا الوجه على مرة واحدة .
(الثامنة) قال النووي مقصود الحديث أنه صلى الله عليه وسلم شبه تساقط الجاهلين والمخالفين بمعاصيهم وشهواتهم في نار الآخرة وحرصهم على الوقوع في ذلك مع منعه إياهم وقبضه على مواضع المنع منهم بتساقط الفراش في نار الدنيا لهواه وضعف تمييزه فكلاهما حريص على هلاك نفسه ساع في ذلك بجهله وقال أبو العباس القرطبي ، وهو مثل لاجتهاد نبينا صلى الله عليه وسلم في نجاتنا وحرصه على تخليصنا من المهلكات التي بين أيدينا لجهلنا بقدر ذلك وغلبة شهواتنا علينا وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815القاضي أبو بكر بن العربي [ ص: 224 ] هذا مثل غريب كثير المعاني ، المقصود منه أن الله ضرب مثلا لجهنم وما ركب من الشهوات المستدعية لها المقتضية للدخول فيها وما نهى عنها وتوعد عليها وأنذرها وذكر ذلك فيها ، ثم تغلب الشهوات على التقحم باسم أنها مصالح ومنافع وهي نكتة الأمثال فإن الخلق لا يأتون ذلك على قصد الهلكة وإنما يأتون باسم النجاة والمنفعة كالفراش يقتحم الضياء ليس لتهلك فيه ولكنها تأنس به وهي لا تصبر بحال حتى قال بعضهم : إنها في ظلمة فتعتقد أن الضياء كوة فتستظهر فيها النور فتقصدها لأجل ذلك فتحترق وهي لا تشعر وذلك هو الغالب من أحوال الخلق أو كله انتهى .