737 . وطلب العلو سنة وقد فضل بعض النزول وهو رد 738 . وقسموه خمسة فالأول قرب من الرسول وهو الأفضل 739 . إن صح الاسناد وقسم القرب إلى إمام وعلو نسبي 740 . بنسبة للكتب الستة إذ ينزل متن من طريقها أخذ
روينا عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، قال : طلب الإسناد العالي سنة عمن سلف . وروينا عن محمد بن أسلم الطوسي ، قال : قرب الإسناد قرب ، أو قربة إلى الله عز وجل . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : "وفي طلب الإسناد العالي سنة صحيحة ، فذكر حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس في مجيء الأعرابي ، وقوله : يا محمد ، أتانا رسولك فزعم كذا ، . . . الحديث . قال : ولو كان طلب العلو في الإسناد غير مستحب لأنكر عليه سؤاله عما أخبره رسوله عنه ، ولأمره بالاقتصار على ما أخبره الرسول عنه" . ولم يحك nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم خلافا في تفضيل العلو ، [ ص: 60 ] وحكاه nindex.php?page=showalam&ids=13122ابن خلاد ، ثم nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب ، فحكيا عن بعض أهل النظر : أن التنزل في الإسناد أفضل ; لأنه يجب على الراوي أن يجتهد في متن الحديث ، وتأويله ، وفي الناقل وتعديله ، وكلما زاد الاجتهاد زاد صاحبه ثوابا . قال nindex.php?page=showalam&ids=13122ابن خلاد : "وهذا مذهب من يزعم أن الخبر أقوى من القياس" . قال nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : "وهذا مذهب ضعيف الحجة" . قال ابن دقيق العيد : لأن كثرة المشقة ليست مطلوبة لنفسها ، قال : "ومراعاة المعنى المقصود من الرواية ، وهو الصحة أولى" . قلت : وهذا بمثابة من يقصد المسجد لصلاة الجماعة ، فيسلك طريقة بعيدة لتكثير الخطا ، وإن أداه سلوكها إلى فوات الجماعة التي هي المقصود . وذلك أن المقصود من الحديث التوصل إلى صحته وبعد الوهم . وكلما كثر رجال الإسناد تطرق إليه احتمال الخطأ والخلل ، وكلما قصر السند كان أسلم . اللهم إلا أن يكون رجال السند النازل ، أوثق ، أو أحفظ ، أو أفقه ، ونحو ذلك ، على ما سيأتي في آخر هذا الفصل .
ثم العلو في الإسناد على خمسة أقسام ، كما قسمه أبو الفضل محمد بن طاهر في جزء له ، أفرده لذلك ، وتبعه nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح على كونها خمسة أقسام ، وإن اختلف كلامهما في ماهية بعض الأقسام ، كما سيأتي [ ص: 61 ] .
القسم الأول : القرب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، من حيث العدد بإسناد نظيف غير ضعيف . وإليه الإشارة بقولي : (إن صح الاسناد) ، فأما إذا كان قرب الإسناد مع ضعف بعض الرواة ، فلا التفات إلى هذا العلو ، لا سيما إن كان فيه بعض الكذابين المتأخرين ممن ادعى سماعا من الصحابة ، كإبراهيم بن هدبة ، ودينار بن عبد الله ، وخراش ، ونعيم بن سالم ، nindex.php?page=showalam&ids=17388ويعلى بن الأشدق وأبي الدنيا الأشج ، ونحوهم . قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي في الميزان : "متى رأيت المحدث يفرح بعوالي أبي هدبة ، nindex.php?page=showalam&ids=17388ويعلى بن الأشدق ، وموسى الطويل ، وأبي الدنيا ، وهذا الضرب ، فاعلم أنه عامي بعد" . وهذا القسم الأول هو أفضل أنواع العلو ، وأجلها ، وأعلى ما يقع للشيوخ في هذا الزمان من الأحاديث الصحاح المتصلة بالسماع ; ما هو تساعي الإسناد ، ولا يقع ذلك في هذه الأزمان إلا من الغيلانيات ، وجزء الأنصاري ، وجزء الغطريف فقط . أو ما هو مأخوذ منها . ولا يقع لأمثالنا من الصحيح المتصل بالسماع ، إلا عشاري الإسناد ، وقد يقع لنا التساعي الصحيح ، ولكن بإجازة في الطريق ،والله أعلم .
وقول الذهبي في تأريخ الإسلام في ترجمة ابن البخاري : وهو آخر من كان في الدنيا بينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثمانية رجال ثقات ، فإنه يريد مع اتصال السماع . أما مع الإجازة فقد تأخر بعده جماعة ، والله أعلم [ ص: 62 ] .
والقسم الثاني من أقسام العلو : القرب إلى إمام من أئمة الحديث ، nindex.php?page=showalam&ids=13726كالأعمش وهشيم ، nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج ، nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي ، nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك ، وسفيان ، nindex.php?page=showalam&ids=16102وشعبة ، وزهير ، nindex.php?page=showalam&ids=15743وحماد بن زيد ، nindex.php?page=showalam&ids=13382وإسماعيل بن علية ، وغيرهم من أئمة الحديث . وكلام nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم يشير إلى ترجيح هذا القسم على غيره ، وأنه المقصود من العلو ، وإنما يوصف بالعلو إذا صح الإسناد إلى ذلك الإمام بالعدد اليسير ، كما صرح به nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ، وهو كذلك ، كما مر في القسم الأول . وأعلى ما يقع اليوم للشيوخ بينهم وبين هؤلاء الأئمة من حيث العدد مع صحة السند ، واتصاله بالسماع أن بينهم وبين nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش وهشيم ، nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج ، nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي ، ثمانية . وبينهم وبين nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري ، nindex.php?page=showalam&ids=16102وشعبة ، وزهير ، nindex.php?page=showalam&ids=15744وحماد بن سلمة ، سبعة ، وبينهم وبين nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ستة . وقد ساوينا الشيوخ بالنسبة إلى هشيم ، فبيننا وبينه سبعة بالسماع الصحيح المتصل .
والقسم الثالث : العلو المقيد بالنسبة إلى رواية الصحيحين ، وبقية الكتب الستة . وسماه ابن دقيق العيد : علو التنزيل ، ولم يذكر ابن طاهر هذا القسم ، وجعل القسم الثالث : علو تقدم السماع ، وجمع بينه وبين قسم تقدم الوفاة ، فجعلهما قسما واحدا ، كما سيأتي ولكن هذا القسم يؤخذ من كلام ابن طاهر في آخر الجزء المذكور ، وإن لم يذكره في الأقسام . وليس هذا علوا مطلقا في جميع هذا القسم ، وإنما هو بالنسبة لهذه الكتب ، إذ الراوي لو روى الحديث من طريق كتاب من الستة يقع أنزل مما لو رواه من غير طريقها ، وقد يكون عاليا مطلقا أيضا ، مثاله : حديث رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=10لابن مسعود مرفوعا : يوم كلم الله موسى كانت عليه جبة صوف . . . الحديث [ ص: 63 ] .
رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي عن nindex.php?page=showalam&ids=16609علي بن حجر عن nindex.php?page=showalam&ids=15831خلف بن خليفة . فلو رويناه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وقع بيننا وبين خلف تسعة ، فإذا رويناه من جزء بن عرفة ، وقع بيننا وبينه سبعة بعلو درجتين . فهذا مع كونه علوا بالنسبة ، فهو أيضا علو مطلق ، ولا يقع اليوم لأحد هذا الحديث أعلى من هذا ، وكل واحد من شيخنا فمن بعده إلى خلف هو آخر من رواه عن شيخه بالسماع من الجزء المذكور ، وقول nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح : "إن هذا النوع من العلو ، علو تابع لنزول" محمول على الغالب ، وإلا فهذا الحديث المذكور عال للترمذي ، وعال لنا ، وليس هو عاليا بالنسبة فقط . وهذا النوع هو الذي يقع فيه الموافقات ، والإبدال ، والمساواة ، والمصافحات ، على ما سيأتي بيانها .