قوله : ( من أنفق زوجين في سبيل الله ) ، هكذا وقع في هذا اللفظ في كتاب nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم . ووقع في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : (من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله) .
[ ص: 71 ] وهذا نص في عموم كل شيء يخرج في سبيل الله . وقيل : يصح إلحاق جميع أعمال البر بالإنفاق . ويدل على صحة هذا بقية الحديث ; إذ قال فيه : ( من كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام ) .
" والزوج " : الصنف ، وكذلك قيل في قوله تعالى : وكنتم أزواجا ثلاثة قال ابن عرفة : كل شيء قرن بصاحبه فهو زوج . ويقال : زوجت الإبل : إذا قرنت واحدا بواحد . زاد nindex.php?page=showalam&ids=12002الهروي في هذا الحديث : قيل : وما زوجان ؟ قال : " فرسان ، أو عبدان ، أو بعيران " .
و" الريان " : فعلان من الري على جهة المبالغة ، وسمي بذلك على جهة مقابلة العطشان ; لأنه جوزي على عطشه بالري الدائم في الجنة ، التي يدخل إليها من ذلك الباب .
وقوله : ( فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ) ; أي : من المكثرين لصلاة التطوع ، وكذلك غيرها من أعمال البر المذكورة في هذا الحديث ; لأن الواجبات لا بد منها لجميع المسلمين ، ومن ترك شيئا من الواجبات إنما يخاف عليه أن ينادى من أبواب جهنم ، فيستوي في القيام بها المسلمون كلهم ، وإنما يتفاضلون بكثرة التطوعات التي بها تحصل تلك الأهلية التي بها ينادون من [ ص: 72 ] تلك الأبواب .
ولما فهم nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر رضي الله عنه هذا المعنى قال : فهل يدعى أحد من تلك الأبواب ؟ أي : هل يحصل لأحد من أهل الإكثار من تطوعات البر المختلفة ما يتأهل به لأن يدعوه خزنة الجنة من كل باب من أبوابها ؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : (نعم ، أنت منهم) ، فإنه رضي الله عنه كان قد جمع خصال تلك الأبواب كلها ، ألا ترى أنه قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الآتي بعد هذا : (هل فيكم من أطعم اليوم مسكينا ؟) فقال nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر : أنا ، [قال : (هل فيكم من عاد مريضا ؟) فقال nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر : أنا ] . وقد تقدم الكلام على بعض نكت هذا الحديث .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في هذا الحديث من أبواب الجنة أربعة ، وزاد غيره بقية الثمانية ، فذكر فيها : باب التوبة ، وباب : الكاظمين الغيظ ، وباب : الراضين ، والباب الأيمن الذي يدخل منه من لا حساب عليه ، حكاه القاضي أبو الفضل .