رواه أحمد ( 2 \ 254 و 478 و 488 ) ، والبخاري ( 5778 ) ، ومسلم ( 109 ) ، وأبو داود ( 3872 ) ، والترمذي ( 2044 ) و ( 2045 ) ، والنسائي ( 4 \ 66- 67 ) .
[ ص: 310 ] (35) ومن باب : من قتل نفسه بشيء عذب به
(قوله : " من قتل نفسه بحديدة ، فحديدته في يده ، يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ") يتوجأ : يطعن ، وهو مهموز ، من قولهم : وجأته بالسكين أجؤه ; أي : ضربته ، ووجئ هو ، فهو موجوء ، ومصدره : وجئا مقصورا مهموزا ، فأما الوجاء ، بكسر الواو والمد : فهو رض الأنثيين ، وهو ضرب من الخصاء .
و (قوله : " خالدا مخلدا فيها أبدا ") ظاهره : التخليد الذي لا انقطاع له بوجه ، وهو محمول على من كان مستحلا لذلك ، ومن كان معتقدا لذلك ، كان كافرا . وأما [ ص: 311 ] من قتل نفسه ، وهو غير مستحل ، فليس بكافر ، بل يجوز أن يعفو الله عنه ، كما يأتي في الباب الآتي بعد هذا ، في الذي قطع براجمه فمات ، وكما تقدم في حديث nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة وغيره .
ويجوز أن يراد بقوله : خالدا مخلدا فيها أبدا تطويل الآماد ، ثم يكون خروجه من النار من آخر من يخرج من أهل التوحيد ; ويجري هذا مجرى المثل فتقول العرب : خلد الله ملكك ، وأبد أيامك ، ولا أكلمك أبد الآبدين ، ولا دهر الداهرين ، وهو ينوي أن يكلمه بعد أزمان . ويجري هذا مجرى الإعياء في الكلام على ما تقدم ، والله تعالى أعلم .
والسم : القاتل للحيوان ، يقال بضم السين وفتحها . فأما السم الذي هو ثقب الإبرة : فبالفتح لا غير .