وقوله : ( بقدر غدرته ) ; يعني : أنه إن كانت غدرته كبيرة عظيمة رفع له لواء كبير ، عظيم ، مرتفع ، حتى يعرفه بذلك من قرب منه ومن بعد .
[ ص: 521 ] وقوله : ( عند استه ) ; معناه - والله أعلم - : عند مقعده ; أي : يلزم اللواء به ، بحيث لا يقدر على مفارقته ، ليمر به الناس فيروه ، ويعرفوه ، فيزداد خجلا ، وفضيحة عند كل من مر به .
وقوله : ( ولا غادر أعظم غدرا من أمير عامة ) ; يعني : أن الغدر في حقه أفحش ، والإثم عليه أعظم منه على غيره لعدم حاجته إلى ذلك . وهذا كما قاله - صلى الله عليه وسلم - في الملك الكذاب ، كما تقدم في كتاب الإيمان . وأيضا : فلما في غدر الأئمة من المفسدة ، فإنهم إذا غدروا ، وعلم ذلك منهم ، لم يأمنهم العدو على عهد ، ولا صلح ، فتشتد شوكته ، ويعظم ضرره ، ويكون ذلك منفرا من الدخول في الدين ، وموجبا لذم أئمة المسلمين . وقد مال أكثر العلماء : إلى أنه لا يقاتل مع الأمير الغادر ، بخلاف الخائن ، والفاسق . وذهب بعضهم إلى الجهاد معه . والقولان في مذهبنا . والله تعالى أعلم .