قوله : ( إن الإيمان والجهاد أفضل الأعمال ) ; الإيمان هنا : هو المذكور في حديث جبريل ، ولا شك في أنه أفضل الأعمال ; فإنه راجع إلى معرفة الله ورسوله ، وما جاء به ، وهو المصحح لأعمال الطاعات كلها ، المتقدم عليها في الرتبة والمرتبة ، وإنما قرن به الجهاد هنا في الأفضلية ، وإن لم يجعله من جملة مباني الإسلام التي ذكرها في حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ; لأنه لم يتمكن من إقامة تلك المباني على تمامها وكمالها ، ولم يظهر دين الإسلام على الأديان كلها إلا بالجهاد ، فكأنه أصل في إقامة الدين والإيمان ، أصل في تصحيح الدين ، فجمع بين الأصلين في الأفضلية. والله تعالى أعلم .
وقد حصل من مجموع هذه الأحاديث : أن الجهاد أفضل من جميع العبادات العملية ، ولا شك في هذا عند تعيينه على كل مكلف [ ص: 713 ] يقدر عليه ، كما كان في أول الإسلام ، وكما قد تعين في هذه الأزمان ; إذ قد استولى على المسلمين أهل الكفر والطغيان ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وأما إذا لم يتعين فحينئذ تكون الصلاة أفضل منه ، على ما جاء في حديث nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر ; nindex.php?page=hadith&LINKID=662528إذ سئل عن أفضل الأعمال فقال : (الصلاة على مواقيتها) .