رواه أحمد ( 3 \ 37 )، والبخاري (2786)، ومسلم (1888) (122)، وأبو داود (2485)، والترمذي (1660)، والنسائي ( 6 \ 11 )، وابن ماجه (3978).
[ ص: 722 ] وقوله : ( أي الناس أفضل ؟ ) أي : أي الناس المجاهدين؟ بدليل أنه أجابه بقوله : ( رجل مجاهد بنفسه وماله ) . ثم ذكر بعده من جاهد نفسه بالعزلة عن الناس ; إذ كل واحد من الرجلين مجاهد . فالأول للعدو الخارجي ، والآخر للداخلي ; الذي هو : النفس والشيطان ، فجاهدهما بقطع المألوفات ، والمستحسنات من الأهل ، والقرابات ، والأصدقاء ، والأوطان ، والشهوات المعتادات . وكل ذلك فرارا بدينه ، وخوفا عليه. وهذا هو الجهاد الأكبر ; الذي من وصل إليه فقد ظفر بالكبريت الأحمر . غير أن العزلة إنما تكون مطلوبة إذا كفى المسلمون عدوهم ، وقام بالجهاد بعضهم . فأما مع تعين الجهاد ; فليس غيره بمراد ، ولذلك بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا الحديث ببيان أفضلية الجهاد على العزلة لما قدمناه في الباب الذي قبل هذا .