قول nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : ( عمي سميت به ) ; أي : سميت باسمه ، فإن عمه أنس بن النضر .
وقوله : ( إن أشهدني الله مشهدا فيما بعد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليرين الله ما أصنع ) ; هذا الكلام تضمن أنه ألزم نفسه إلزاما مؤكدا ، وهو : الإبلاء في الجهاد ، والانتهاض فيه ، والإبلاغ في بذل ما يقدر عليه منه ، ولم يصرح بذلك مخافة ما يتوقع من التقصير في ذلك ، وتبرؤا من حوله وقوته ; ولذلك قال : ( فهاب أن يقول غيرها ) ، ومع ذلك فنوى بقلبه ، وصمم على ذلك ، فصح قصده ، ولذلك سماه الله عهدا في الآية حيث قال : من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه [الأحزاب: 23] فسماه عهدا.
[ ص: 739 ] وقوله : ( واها لريح الجنة ) ; أي : عجبا منه ، فهي هنا تعجب ، وقد تأتي للترحم ، والتلهف ، والاستهانة .
وقوله : ( فقاتلهم حتى قتل ) ; ظاهره : أنه قاتلهم وحده . فيكون فيه دليل على جواز الاستقتال ، بل على ندبيته ; كما تقدم .
وقولها : ( فما عرفته إلا ببنانه ) ; أي : بأصابعه . ومنه قوله تعالى : على أن نسوي بنانه [القيامة: 4].
وقوله : فمنهم من قضى نحبه [الأحزاب: 23] ; أي : وفى بنذره . يقال : نحب ، ينحب إذا نذر ، ومنه قول الشاعر :
إذا نحبت كلب على الناس إنهم أحق بتاج الماجد المتكرم
وقيل : قضى أجله على ما عاهد عليه . قال ذو الرمة :
عشية فر الحارثيون بعدما قضى نحبه في ملتقى الجيش هوبر
[ ص: 740 ] وقوله : ومنهم من ينتظر ; أي : الوفاء بما نذر الموت على ما عاهدوا.
وقوله : وما بدلوا تبديلا ; أي : استمروا على ما التزموا ، ولم يقع منهم نقض لما أبرموا .
وقوله: ( قال : فكانوا يرون أنها نزلت فيه وفي أصحابه ) ; هذا القائل هو : nindex.php?page=showalam&ids=15603ثابت . والله تعالى أعلم ; ويعني به : أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يظنون : أنها نزلت فيمن ذكر . وقد قيل : نزلت في السبعين الذين بايعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- على أن يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم ، وأبناءهم ، فوفوا بذلك ; قاله nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي . وقد قيل غير ذلك.