[ 1389 ] وعن عبد الرحمن بن شماسة المهري قال: كنت عند مسلمة بن مخلد ، وعنده nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله: لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق، وهم شر من أهل الجاهلية، لا يدعون الله بشيء إلا رده عليهم، فبينما هم على ذلك، أقبل nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر فقال له مسلمة: يا عقبة، اسمع ما يقول عبد الله، فقال عقبة: هو أعلم، وأما أنا nindex.php?page=hadith&LINKID=660558فسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله ، قاهرين لعدوهم ، ولا يضرهم من خالفهم، حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك". فقال عبد الله: أجل، ثم يبعث الله ريحا كريح المسك مسها كمس الحرير، لا تترك نفسا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا قبضته، ثم يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة .
(54) ومن باب: قوله -صلى الله عليه وسلم- : (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين)
قوله : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين ) ; الطائفة : الجماعة ، وهم [ ص: 762 ] العصابة في الحديث الآخر ، وهم الذين قال الله تعالى في حقهم : وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون [الأعراف: 181]
والطائفة في الأصل هي : القطعة من الشيء . يقال : طائفة من كذا ; أي : قطعة منه . وهي من الناس : الجماعة . قال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : هم من الواحد إلى الألف . وكذلك قال nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء : أقله رجلان فصاعدا . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : ثلاثة فصاعدا . والطائفة هي الفرقة التي يمكن أن تكون حلقة ، وكأنها الجماعة الحافة حول الشيء ، أقلها ثلاثة أو أربعة .
و ( ظاهرين ) : منصورين غالبين ، كما قال في الحديث الآخر : ( يقاتلون على أمر الله ، قاهرين لعدوهم ، لا يضرهم من خذلهم ) ; أي : من لم ينصرهم من الخلق .
و ( أمر الله ) : الساعة كما قد جاء مفسرا في الرواية الأخرى .
[ ص: 763 ] وقد اختلف في : من هذه الطائفة ؟ وأين هم ؟ فقال nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني : هم العرب ، واستدل برواية من روى : (وهم أهل الغرب) ، وفسر (الغرب) بالدلو العظيمة . وقيل : أراد بالغرب : أهل القوة ، والشدة ، والحد . وغرب كل شيء حده . وقيل : أراد به : غرب الأرض . وهو ظاهر حديث nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص .
قلت : وهذه الروايات تدل على بطلان التأويلات المتقدمة ، وعلى أن المراد به أهل المغرب في الأرض ، لكن أول المغرب بالنسبة إلى المدينة - مدينة النبي -صلى الله عليه وسلم - ; إنما هو الشام ، وآخره : حيث تنقطع الأرض من المغرب الأقصى وما بينهما ، كل ذلك يقال عليه : مغرب . فهل أراد المغرب كله ، أو أوله ؟ كل ذلك [ ص: 764 ] محتمل ، لا جرم قال nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ في الحديث الآخر : (هم أهل الشام ) . ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري وقال : (هم ببيت المقدس ) . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14703أبو بكر الطرطوشي في رسالة بعث بها إلى أقصى المغرب ، بعد أن أورد حديثا في هذا المعنى ; قال- والله تعالى أعلم- : هل أرادكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو أراد بذلك جملة أهل المغرب ; لما هم عليه من التمسك بالسنة والجماعة ، وطهارتهم من البدع والإحداث في الدين ، والاقتفاء لآثار من مضى من السلف الصالح ؟ والله تعالى أعلم .