الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3543 [ 1386 ] وعن عبد الرحمن بن شماسة: أن فقيما اللخمي قال لعقبة بن عامر: تختلف بين هذين العرضين وأنت كبير يشق عليك! فقال عقبة: لولا كلام سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم أعانه، فقيل لابن شماسة: وما ذلك؟ قال: إنه قال: " من علم الرمي ثم تركه ، فليس منا، أو قد عصى" .

                                                                                              رواه أحمد ( 4 \ 148 )، ومسلم (1919)، وابن ماجه (2814).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله : ( من علم الرمي ثم تركه فليس منا ، أو قد عصى ) ; هذا شك من [ ص: 761 ] بعض الرواة في أي اللفظين قال -صلى الله عليه وسلم- . وهو ظاهر في ذم من ترك الرمي بعد أن علمه . وسبب هذا الذم : أن هذا الذي تعلم الرمي حصلت له أهلية الدفاع عن دين الله ، والغناء فيه ، والنكاية في العدو. فقد تعين لأن يقوم بوظيفة الجهاد ، فإذا ترك ذلك حتى يعجز عنه فقد فرط في القيام بما تعين عليه ، فذم على ذلك . وهذا مثل ما تقدم في كتاب الصلاة ; فيمن تعلم القرآن فنسيه .

                                                                                              وقوله : ( وليس منا ) ; أي : ليس على طريقتنا ، ولا سنتنا ، كما قال: (ليس منا من ضرب الخدود ، وشق الجيوب . و (ليس منا من دعا بدعوى الجاهلية) . و (من غشنا فليس منا) ، وهو ذم بلا شك .

                                                                                              وأما قوله : ( فقد عصى ) ، فنص في الوجوب .

                                                                                              وقوله : ( لم أعانه ) ; أي : لم أكابده ، ولم أقاسه.




                                                                                              الخدمات العلمية