و(قوله: الكمأة من المن الذي أنزل الله على بني إسرائيل ) الكمء للمفرد، [ ص: 324 ] والكمأة للجمع، على عكس شجرة وشجر. هكذا حكى أهل اللغة، وظاهر هذا اللفظ: أنها مما أنزل الله على بني إسرائيل مما خلقه الله تعالى لهم في التيه، وذلك أنه كانوا ينزل عليهم في أشجارهم مثل السكر. ويقال: هو الطرنجبين، وهو المن في قول أكثر المفسرين. وعلى ظاهر هذا الحديث تكون الكمأة أيضا مما خلق لهم في مواضع نزولهم. وقيل: الكمء من المن، بمعنى: يشبهه من حيث أن الكمأة تطلع من عند الله تعالى من غير كلفة منا ببذر، ولا حرث، ولا سقي، كما أن المن ينزل عليهم عفوا من غير سبب منهم.
و(قوله: وماؤها شفاء للعين ) قال القاضي : قال بعض أهل العلم بالطب في معنى هذا الحديث: إما لتبريد العين من بعض ما يكون فيها من الحرارة فتستعمل بنفسها مفردة، وإما لغير ذلك فمركبة مع غيرها.