تبديل النبي - صلى الله عليه وسلم - اسم عاصية بجميلة ، والعاصي بن الأسود بمطيع ، ونحو ذلك سنة ينبغي أن يقتدى به فيها; فإنه كان يكره قبيح الأسماء، ولا يتطير به، ويحب حسن الأسماء، ويتفاءل به، وفي كتاب nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود عن بريدة : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يتطير من شيء، وكان إذا بعث عاملا سأل عن اسمه، فإن أعجبه اسمه فرح به ورئي بشر ذلك في وجهه، وإن كره اسمه رئي كراهة ذلك في وجهه.
[ ص: 465 ] أحدهما: أنه كان يكره أن يقال: خرج من عند برة ; إذ كانت المسماة بهذا الاسم زوجته، وهي التي سماها nindex.php?page=showalam&ids=149جويرية .
والثاني: لما فيه من تزكية الإنسان نفسه، فهو مخالف لقوله تعالى: فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ويجري هذا المجرى في المنع ما قد كثر في هذه الديار من نعتهم أنفسهم بالنعوت التي تقتضي التزكية، كزكي الدين، ومحيي الدين، وما أشبه ذلك من الأسماء الجارية في هذه الأزمان; التي يقصد بها المدح، والتزكية، لكن لما كثرت قبائح المسمين بهذه الأسماء في هذا الزمان ظهر تخلف هذه النعوت عن أصلها، فصارت لا تفيد شيئا من أصل موضوعاتها، بل ربما يسبق منها في بعض المواضع، أو في بعض الأشخاص نقيض موضوعها، فيصير الحال فيها كالحال في تسمية العرب: المهلكة بالمفازة، والحقير بالجليل، تجملا بإطلاق الاسم مع القطع باستقباح المسمى.