[ ص: 507 ] (15) ومن باب من رأى فرجة في الحلقة جلس فيها
قوله: ( إذ أقبل نفر ثلاثة ) يدل على أن أقل ما يقال عليه نفر: ثلاثة; إذ لا يقال: نفر اثنان، ولا: نفر واحد.
و(قوله: أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله ) الرواية الصحيحة بقصر الأول، وهو ثلاثي غير متعد، ومد الثاني وهو متعد رباعي، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي ، وهي لغة القرآن، قال الله تعالى: إذ أوى الفتية إلى الكهف أي: انضموا، ونزلوا. وقال في الثاني: ألم يجدك يتيما فآوى أي: فضمك إليه. وقال أبو زيد : آويته أنا إيواء وأويته: إذا أنزلته بك، فعلت وأفعلت بمعنى.
قلت: فأما أويت لمفاقره: فبالقصر لا غير.
[ ص: 508 ] ومعنى ذلك: أن هذا الرجل لما انضم إلى الحلقة ونزل فيها، جازاه الله تعالى على ذلك بأن ضمه إلى رحمته، وأنزله في جنته وكرامته.
[ ص: 509 ] و(قوله: وأما الآخر فأعرض، فأعرض الله عنه) إن كان هذا المعرض منافقا فإعراض الله عنه تعذيبه في نار جهنم، وتخليده فيها في الدرك الأسفل منها. وإن كان مسلما، وإنما انصرف عن الحلقة لعارض عرض له فآثره، فإعراض الله تعالى عنه: منع ثوابه عنه، وحرمانه مجالسة النبي - صلى الله عليه وسلم - والاستفادة منه، والخير الذي حصل لصاحبيه.