و (قوله: " كان إذا أنزل عليه الوحي كرب لذلك ") وجدناه بتقييد من يوثق بتقييده مبنيا لما لم يسم فاعله، أي: أصيب بالكرب، وهو الألم والغم. و " تربد وجهه ": علته ربدة وهي: لون بين السواد والغبرة، ومنه قيل للنعام: ربد، وجمع ربداء، كحمراء وحمر. وتنكيس النبي صلى الله عليه وسلم رأسه لثقل ما يلقى عليه، ولشدة ما يجده من الكرب. وتنكيس أصحابه رؤوسهم عند ذلك استعظام لذلك الأمر، وهيبة له.
[ ص: 174 ] و (قوله: " فلما أتلي عنه رفع رأسه ") اختلف الرواة في هذا الحرف. قال القاضي عياض رحمه الله تعالى: قيده شيخنا أبو عبد الله محمد بن عيسى الجياني بضم الهمزة، وتاء باثنتين من فوقها ساكنة، ولام مكسورة، مثل: أعطي، وعند الفارسي مثله، إلا أنه بثاء مثلثة، وعند العذري من طريق شيخه الأسدي : بكسر الثاء المثلثة: أثل مثل: ضرب. وكان عند شيخنا الحافظ أبي علي : " أجلي " بالجيم مثل: أعطي، وعند nindex.php?page=showalam&ids=13486ابن ماهان : " انجلى " بالنون، وكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، وهاتان الروايتان لهما وجه، أي: انكشف عنه وذهب، وفرج عنه. يقال: انجلى عنه الغم، وأجليته، أي: فرجته فتفرج، وأجلوا عن قتيل، أي: برحوا عنه وتركوه، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في كتاب الاعتصام: فلما صعد الوحي. وهو صحيح، وفي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في سورة سبحان: فلما نزل الوحي. وكذا في nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في حديث سؤال اليهودي، وهذا وهم بين، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12211ابن أبي خيثمة : فلما أعلى عنه، أي: نحي عنه. كما قال أبو جهل : اعل عني، أي: تنح. نقلته من كتاب " مشارق الأنوار " للقاضي .