المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4517 [ 2380 ] وعن جابر بن عبد الله قال : لما كان يوم أحد جيء بأبي مسجى وقد مثل به . قال : فأردت أن أرفع الثوب فنهاني قومي، ثم أردت أن أرفع الثوب فنهاني قومي، فرفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم - أو أمر به فرفع - فسمع صوت باكية أو صائحة ، فقال : من هذه؟ فقالوا : ابنة عمرو - أو أخت عمرو . فقال : ولم تبكي؟ فما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع !

رواه أحمد ( 3 \ 289 )، والبخاري (4080)، ومسلم (2471) (129)، والنسائي ( 4 \ 12 ).


وقوله " وجيء بأبي مسجى ، وقد مثل به " ؛ أي : مغطى بثوب ومثل به ، أي جدع أنفه وأذناه ، فعل ذلك به المشركون .

وقوله " ولم تبكي ؟ " ، كذا صحت الرواية بـ " لم " التي للاستفهام ، " تبكي " [ ص: 388 ] بغير نون ، لأنه استفهام لمخاطب عن فعل غائبة ، ولو خاطبها بالاستفهام خطاب الحاضرة لقال : ولم تبكين ؟ بإثبات النون ، وكذلك جاء في رواية أخرى " أو لا تبكيه ؟ ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها " هو إخبار عن غائبة ، ولو كان خطاب الحاضرة لقال : تبكينه ، أو لا تبكينه بنون فعل الواحدة المخاطبة ، ويعني بهذا الكلام أن عبد الله مكرم عند الملائكة سواء بكي عليه أو لم يبك ، وكون الملائكة تظله بأجنحتها إنما ذلك لاجتماعهم عليه وتراحمهم على مبادرة لقائه والصعود بروحه الكريمة الطيبة ، ولتبشره بما له عند الله تعالى من الكرامة والدرجة الرفيعة ، والله تعالى أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية