وقوله " وجيء بأبي مسجى ، وقد مثل به " ؛ أي : مغطى بثوب ومثل به ، أي جدع أنفه وأذناه ، فعل ذلك به المشركون .
وقوله " ولم تبكي ؟ " ، كذا صحت الرواية بـ " لم " التي للاستفهام ، " تبكي " [ ص: 388 ] بغير نون ، لأنه استفهام لمخاطب عن فعل غائبة ، ولو خاطبها بالاستفهام خطاب الحاضرة لقال : ولم تبكين ؟ بإثبات النون ، وكذلك جاء في رواية أخرى " أو لا تبكيه ؟ ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها " هو إخبار عن غائبة ، ولو كان خطاب الحاضرة لقال : تبكينه ، أو لا تبكينه بنون فعل الواحدة المخاطبة ، ويعني بهذا الكلام أن عبد الله مكرم عند الملائكة سواء بكي عليه أو لم يبك ، وكون الملائكة تظله بأجنحتها إنما ذلك لاجتماعهم عليه وتراحمهم على مبادرة لقائه والصعود بروحه الكريمة الطيبة ، ولتبشره بما له عند الله تعالى من الكرامة والدرجة الرفيعة ، والله تعالى أعلم .