بقيع الغرقد : مدفن أهل المدينة ، وقد تقدم ذكره . والمخصرة : قضيب كان يمسكه بيده في بعض الأحوال على عادة رؤساء العرب ؛ فإنهم يمسكونها ويشيرون بها ، ويصلون بها كلامهم . وجمعها مخاصر ، والفعل منها : تخصر . حكاه nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة . والنكت بها في الأرض : تحريك الأرض بها ، وهذا فعل المتفكر المعتبر .
[ ص: 658 ] و (قوله : أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل ، وفي الرواية الأخرى : أفلا نتكل على كتابنا) حاصل هذا السؤال أنه إذا وجبت السعادة والشقاوة بالقضاء الأزلي ، والقدر الإلهي ، فلا فائدة للتكليف ، ولا حاجة بنا إلى العمل ، فنتركه ، وهذه أعظم شبه النافين للقدر . وقد أجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بما لا يبقى معه إشكال ، فقال : " اعملوا فكل ميسر لما خلق له " ثم قرأ : فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى الآيات [الليل: 5-6] ، ووجه الانفصال : أن الله تعالى أمرنا بالعمل ، فلا بد من امتثال أمره ، وغيب عنا المقادير لقيام حجته وزجره . ونصب الأعمال علامة على ما سبق في مشيئته وحكمته ، وعزه لا يسأل عما يفعل لا يبقى معها لقائل مقول ، وقهر وهم يسألون [الأنبياء: 23] يخضع له المتكبرون . وقد بينا فيما تقدم أن مورد التكليف : فعل الاختيار ، وأن ذلك ليس مناقضا لما سبقت به الأقدار .
و (قوله : فأما من أعطى أي : الفضل من ماله . nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : حق الله تعالى . الحسن : الصدق من قلبه . واتقى أي : ربه . nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة : محارمه . nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : البخل . وصدق بالحسنى أي : الكلمة الحسنى ؛ وهي كلمة التوحيد . الضحاك : بموعود الله . nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : بالصلاة والزكاة والصوم . nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم [ ص: 659 ] فسنيسره ، أي : نهون عليه ونهيئه لليسرى أي : للحالة اليسرى من العمل الصالح والخير الراجح . وقيل : للجنة . وأما من بخل أي : بماله ، nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : بحق الله . واستغنى بماله ، عن الحسن . nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : عن ربه . وكذب بالحسنى أي : بالجنة . والعسرى : نقيض ما تقدم في اليسرى . و تردى هلك بالجهل والكفر ، وفي الآخرة بعذاب الله .