[ (1) من باب : الأمر بحسن الظن بالله عند الموت وما جاء أن كل عبد يبعث على ما مات عليه ]
(قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله " أي : استصحبوا الأعمال الصالحة ، والآداب الحسنة التي يرتجي العامل لها قبولها ، ويحقق ظنه [ ص: 143 ] برحمة ربه عند فعلها ، فإن رحمة الله قريب من المحسنين ، وعقابه مخوف على العصاة والمذنبين ، وقد قلنا : إن حسن الظن بغير عمل غرة ، كما قال صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=664753الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله " وهذا إنما يكون في حالة الصحة والقوة على العمل ، وأما في حال حضور الموت فليس ذلك الوقت وقتا يقدر فيه على استئناف غير الفكر في سعة رحمة الله تعالى وعظيم فضله ، وأنه لا يتعاظمه ذنب يغفره ، وأنه الكريم الحليم الغفور الشكور المنعم الرحيم . ويذكر بآيات الرخص وأحاديثها ، لعل ذلك يقع بقلبه ، فيحب الله تعالى ، فيختم عليه بذلك ، فيلقى الله تعالى ، وهو محب لله تعالى ، فيحشر في زمرة المحبين بعد أن كان في زمرة الخطائين ، ويشهد له قوله : " يبعث كل عبد على ما مات عليه " .