(23) ومن باب : وجوب الغسل على المرأة إذا رأت في المنام مثل ما يرى الرجل
(قول nindex.php?page=showalam&ids=11088أم سليم : " إن الله لا يستحيي من الحق ") أي : لا يأمر بالحياء فيه ، ولا يمنع من ذكره ، وأصل الحياء : انقباض واحتشام يجده الإنسان عندما يطلع منه على [ ص: 569 ] مستقبح ، وهو في حق الله تعالى : عبارة عن الامتناع عن مثل ذلك الفعل المستحيا منه .
و (قوله : " تربت يداك ") أي : افتقرت ، قال nindex.php?page=showalam&ids=12002الهروي : ترب الرجل إذا افتقر ، وأترب : إذا استغنى ، وفي " الصحاح " : ترب الشيء بالكسر : أصابه التراب ، ومنه ترب الرجل : افتقر ; كأنه لصق بالتراب ، قال : وأترب الرجل : استغنى ، كأنه صار ماله من الكثرة بقدر التراب . وتأول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك قوله - عليه الصلاة والسلام - nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة : " تربت يداك " بمعنى الاستغناء ، وكذلك قال nindex.php?page=showalam&ids=16741عيسى بن دينار ، وقال ابن نافع : معناه : ضعف عقلك . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : معناه : الحض على تعلم مثل هذا ، كما يقال : انج ثكلتك أمك . وقيل : " تربت يداك " : أصابها التراب ، ولم يرد الفقر . والصحيح : أن هذا اللفظ وشبهه تجري على ألسنة العرب من غير قصد الدعاء به . وهذا مذهب أبي عبيد في هذه الكلمات وما شابهها . وقد أحسن البديع في بعض رسائله ، وأوضح هذا المعنى فقال :
" وقد يوحش اللفظ وكله ود ، ويكره الشيء وما من فعله بد ، هذه العرب تقول : " لا أبا لك " للشيء إذا أهم ، و " قاتله الله " ، ولا يريدون به الذم ، و " ويل أمه " ، للأمر إذا تم . وللألباب في هذا الباب أن تنظر إلى القول وقائله ، فإن كان وليا فهو الولاء وإن خشن ، وإن كان عدوا فهو البلاء وإن حسن " .