قلت : على أني أقول : إن النبي صلى الله عليه وسلم كأن الله تعالى قد أعلمه بتفاصيل ما يجري بعده لأهل بيته وأصحابه ، وبأعيان المنافقين ، وبتفاصيل ما يقع في أمته من كبار الفتن ، وصغارها ، وأعيان أصحابها وأسمائهم ، وأنه بث الكثير من ذلك عند من يصلح لذلك من أصحابه كحذيفة - رضي الله عنه - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=675628ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا يبلغ من معه ثلاثمائة فصاعدا ، إلا قد سماه لنا باسمه ، واسم أبيه ، وقبيلته . خرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود ، وبهذا يعلم أن أصحابه كان عندهم من علم الكوائن الحادثة إلى يوم القيامة العلم الكثير والحظ الوافر ، لكن لم يشيعوها إذ ليست من أحاديث الأحكام ، وما كان فيها شيء من ذلك حدثوا به ، ونقضوا عن عهدته . ولحذيفة في هذا الباب زيادة مزية ، وخصوصية لم تكن لغيره منهم ; لأنه كان كثير السؤال عن هذا الباب ، كما دلت عليه أحاديثه ، وكما دل عليه [ ص: 222 ] اختصاص عمر له بالسؤال عن ذلك دون غيره . وأبو زيد المذكور في هذا الباب : هو عمرو بن أخطب - بالخاء المعجمة - الأنصاري ، من بني الحارث بن الخزرج . صحب النبي صلى الله عليه وسلم وقال : غزوت معه ست غزوات ، أو سبعا . وقد تقدم القول في حديث nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة في كتاب الإيمان .